مسجد باريس ينتقد خطاب اليمين المتطرف في فرنسا

مسجد باريس ينتقد خطاب اليمين المتطرف في فرنسا
(اخر تعديل 2024-06-23 16:56:03 )

حرك النقاش “العنصري” الدائر في فرنسا، عميد مسجد باريس شمس الدين حفيز، ووجه انتقادات لخطاب اليمين المتطرف، وقال إن فرنسا كدولة ليست عنصرية وإنما خائفة.

وأوضح حفيز في مساهمة مطولة في نشرية أسبوعية للمسجد، أن شعارات التجمع الشعبي اليميني المتطرف، الذي يتزعمه جوردان بارديلا، ووعودهم بالمحافظة على الهوية وحمايتها والعودة إلى النظام التقليدي، “تبدو وكأنها إجابات بسيطة على أسئلة معقدة”.

ونبه من الانخداع من هذه البساطة والتصريحات، لكونها تمثل “انعكاس لعجز طبقتنا السياسية عن الاستجابة للتحديات المعاصرة بطريقة مطمئنة وفعالة”.

وأشارعميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، بخصوص النقاش الدائر في المشهد السياسي الفرنسي، بمناسبة التشريعيات المبكرة المبرمجة بعد أسبوع، إلى أن الاتهامات بالعنصرية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور، وإلى طريق مسدود وتقوض مبدأ التعايش بين كل ما هو مختلف، وقد يسقط سريعا الى مستنقع العنف والكراهية والتطرف.

وعبر حفيز، عن استغرابه وحزنه من إلصاق تهمة الخوف وتقويض قيم الجمهورية بالإسلام، والمظاهرات المصاحبة لهذا الطرح، وأبرز أن هذه الحركات تستغل المخاوف المشروعة للمواطنين، لتعزيز رؤية فرنسا باعتبارها دولة منغلقة ومتقوقعة، حيث يُنظر إلى الآخر باعتباره تهديدا.

وبرأ المتحدث الاسلام من التهم الملفقة له، وقال: “ليس المسلمين هم من خلق النقص الطبي في أريافنا، أو تسببوا في اختفاء مكاتب البريد في قرانا، أو اختفاء النحل من مروجنا، وإنما العديد منهم يهتمون بكبار السن”.

وأيضا “ينظفون شوارعنا، ويعتنون بأطفالنا، ويعالجوننا في المستشفيات العامة، ويخدمون في الشرطة والجيش، ويساهمون في الأداء التكنولوجي لشركاتنا، ووجودهم لم يشوه الهوية الفرنسية فحسب، بل أغناها وحملها بفخر”.

وأبدى حفيز، استعدادا بالمساهمة في تخفيف حدة التجاذب، على اعتبار أن فرنسا تبحث عن إجابات، و”الأمر متروك لنا أن نقدمها بدقة ووضوح”، داعيا جميع المواطنين الفرنسيين، وخاصة الشباب، لاسيما من هم في أحياء الطبقة العاملة، الى “ممارسة الحق في التصويت بقوة لعدم السماح بتشويه فرنسا”.