آفاق جديدة لصناعة الليثيوم في الجزائر

في تصريح مثير للباحث والعالم الجزائري البروفيسور كريم زغيب، تم التأكيد على أن الجزائر لديها إمكانيات كبيرة لتطوير شعبة الليثيوم، من خلال إنشاء نسيج صناعي يُمكّن من التصنيع المحلي لبطاريات الليثيوم. هذه التصريحات جاءت بعد لقائه برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أبدى اهتمامًا ملحوظًا بمقترحات زغيب حول كيفية الاستفادة من الثروات المعدنية المتاحة في الجزائر، وعلى رأسها الليثيوم، الحديد، والفوسفات.

صناعة المستقبل

في هذا السياق، أوضح البروفيسور زغيب أن بطاريات الليثيوم تُعتبر من التقنيات الآمنة وتستخدم في مجموعة متنوعة من الصناعات الحيوية، مثل السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة. وأشار إلى أن استغلال مناجم الليثيوم بشكل فعّال يمكن أن يجعل الجزائر مركزًا إقليميًا هامًا في صناعة هذه البطاريات، خاصة مع تزايد الطلب العالمي على الطاقة النظيفة وارتفاع الحاجة للسيارات الكهربائية.

وفي إطار الجهود المبذولة من قبل الجزائر لتطوير هذه الشعبة، أعلن زغيب عن التنسيق مع وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، بالإضافة إلى مجمع "سوناريم" لإنتاج حمض الفوسفوريك كمرحلة أولى. وبالنسبة للمراحل القادمة، سيتم العمل على إنتاج بطاريات الليثيوم محليًا، مما يشكل خطوة محورية في تعزيز القدرة الإنتاجية الجزائرية في هذا القطاع.
العبقري مترجم الحلقة 26

فوائد اقتصادية واجتماعية

لم يتوقف البروفيسور زغيب عند الجوانب الصناعية فقط، بل أكد أيضًا على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي قد تترتب على تطوير شعبة الليثيوم في الجزائر. وأشار إلى أن هذه الصناعة يمكن أن توفر أكثر من 50 ألف فرصة عمل مباشرة، وأكثر من 100 ألف فرصة عمل غير مباشرة، مما يعزز من فرص التوظيف في مختلف أنحاء البلاد.

كما أبدى زغيب إعجابه بالإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الجزائر في مجال صناعة الليثيوم، مشيرًا إلى الموارد الطبيعية الوفيرة التي تمتلكها البلاد. وأكد على أهمية وجود الكفاءات الجزائرية الشابة التي يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تطوير هذا القطاع، مشددًا على قدرة الجزائر على المنافسة في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي.

دعم رئيس الجمهورية

وأكد البروفيسور زغيب أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد أبدى دعمه الكامل لجهود تطوير شعبة الليثيوم في الجزائر. وتأتي هذه الخطوة ضمن سعي الجزائر المستمر لتنويع اقتصادها وتقليص الاعتماد على الموارد النفطية والغازية، مما يعزز من استقرار الاقتصاد الوطني في المستقبل.

من الجدير بالذكر أن شعبة الليثيوم تُعتبر قطاعًا صناعيًا وتقنيًا مرتبطًا بإنتاج واستخدام الليثيوم، وهو معدن نادر يُعتبر من المواد الأساسية في صناعة البطاريات، خاصة تلك المستخدمة في السيارات الكهربائية وأجهزة الطاقة المتجددة مثل تخزين الطاقة الشمسية. كما يُعد الليثيوم أحد العناصر الكيميائية الأساسية التي تدخل في صناعة البطاريات عالية الكفاءة، وخصوصًا بطاريات الليثيوم أيون (Li-ion) التي تُستخدم على نطاق واسع في الأجهزة الإلكترونية الحديثة، مثل الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة والآلات الكهربائية.