-

هجمات غامضة تستهدف السجون الفرنسية

هجمات غامضة تستهدف السجون الفرنسية
(اخر تعديل 2025-04-17 15:19:26 )

تشهد فرنسا منذ مساء الأحد الماضي سلسلة من الهجمات الغامضة والمتكررة التي استهدفت منشآت ومحيط عدد من السجون في مناطق متعددة. هذه الأحداث تأتي في ظل حالة من التأهب الأمني القصوى، حيث تدخلت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب بصفة مباشرة للتحقيق في هذه الاعتداءات.

حرائق وشعارات غامضة

في ليالي متتابعة، تم الإبلاغ عن حرائق استهدفت مركبات ومداخل مساكن حراس السجون. وفي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، أُضرمت النيران في ثلاث مركبات بموقف سيارات مركز الاحتجاز "تاراسكون" في منطقة بوش دو رون جنوبي فرنسا، كما اندلع حريق آخر عند مدخل مبنى يسكنه أحد حراس السجن بالقرب من مؤسسة سجنية في منطقة "سين إيه مارن".

عُثر على شعار يحمل توقيع جماعة تُعرف باسم "الدفاع عن السجناء الفرنسيين" (DDPF)، والتي سبق لها أن تبنت هجمات مشابهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.
أكثر من خوات الحلقة 14

هجمات متزامنة

لم تقتصر الهجمات على الحرائق، بل تم أيضًا تسجيل حالات إطلاق نار على سجن "تولون-لا فارليد"، بالإضافة إلى استهداف سيارات تابعة لإدارة السجون في نانتير وفالانس ولوين. حيث قام مجهولون على متن دراجات نارية بإشعال النيران في مركبات كانت مركونة أمام السجن.

وفي مدينة آجين، أُضرمت النيران في سبع مركبات بموقف سيارات تابع للمدرسة الوطنية لإدارة السجون. في ظل تصاعد هذه الهجمات، أعلنت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب توليها التحقيقات، مما يعكس خطورتها واحتمال وجود دوافع أمنية أو سياسية خلفها.

رد وزير العدل

في تصريح رسمي، أدان وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانين هذه الهجمات، مُعتبرًا إياها "أعمالًا ترهيبية" لن تثني الحكومة عن مواصلة حملتها ضد الاتجار بالمخدرات داخل السجون. وقال خلال زيارة له إلى سجن "تولون-لا فارليد" الذي تعرض لإطلاق نار: "لا أعلم إن كانت هذه الأعمال مرتبطة بحملتنا لتطهير السجون أو بإصلاحات النظام السجني، لكن الجمهورية لن تتراجع".

تأتي هذه الهجمات في وقت تعمل فيه الحكومة الفرنسية على إصلاح نظامها السجني وتعزيز جهودها لمكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات داخل المؤسسات العقابية.

وفقًا لقناة "فرانس أنفو"، المجموعة المسؤولة عن هذه الاعتداءات تُطلق على نفسها اسم "الدفاع من أجل حقوق السجناء"، حيث تبث التهديدات والهجمات التي استهدفت السجون الفرنسية. وقد كتبت هذه الجماعة على موقع تيلغرام: "لسنا إرهابيين، نحن هنا لندافع عن حقوق الإنسان داخل المعتقلات".

كما دعت الجماعة حراس السجون إلى الاستقالة، قائلة: "أيها الحراس، عليكم الاستقالة طالما لديكم الإمكانية للقيام بذلك والتمسك بعائلاتكم وأقاربكم".

وأعربت الجماعة عن نيتها في توسيع نطاق تحركاتها، مؤكدة أن "استعراض القوة الذي قمنا به في الأيام الماضية سيتواصل ويكبر".

تبقى الأهداف الحقيقية والدوافع الكامنة وراء هذه الاعتداءات موضع تحقيق، وسط حالة من القلق والتأهب داخل الوسط السجني الفرنسي.