المغرب.. أزمة عطش مرتقبة بالمملكة خلال الأشهر
تسابق السلطات في المغرب، الزمن من أجل إيجاد مخرج لأزمة المياه الخانقة التي تعرفها المملكة خلال السنوات الأخيرة، حيث تحولت لـ “أزمة عطش”، والتي يبدو أنها ستزداد سوءا خلال الأشهر القادمة، مع ارتفاع درجات الحرارة وإقبال فصيل الصيف.
ويسجل المغرب منذ نهاية الأسبوع المنصرم تساقطات مطرية تحيي الآمال في إنقاذ بعض الزراعات الربيعية وإنعاش الكلأ، غير أن التركيز أكثر سيكون على مدى مساهمتها في تعزيز العرض من مياه الشرب.
وشرع المغرب في حملة توعوية يراد من ورائها دفع السكان إلى حسن استعمال المياه، في ظل ضعف التساقطات المطرية، التي تنعكس سلبا على العرض من المياه الجوفية والسدود للعام الخامس على التوالي، الأمر الذي أفضى إلى منع السقي عن بعض الزراعات مثل البنجر.
وتركز هذه الحملة على إبراز التحديات بسبب الإجهاد المائي في المغرب، وتغيير سلوكيات الاستهلاك بهدف الاقتصاد في استهلاك الماء، وتعيين التدابير الوقائية التي ستتخذ مع تراجع العرض المائي.
ويعتبر المغرب من البلدان التي تعرف تراجعا للموارد المائية، فبعدما كانت في حدود 22 مليار متر مكعب سنوياً، تراجعت إلى 3 مليارات متر مكعب في الأعوام الأخيرة، ما أفضى إلى استغلال المياه الجوفية.
ويلاحظ تقرير حول المناخ أن الأعوام الأربعة الأخيرة الممتدة بين 2019 و2022، تعتبر السنوات الأربع المتتالية الأكثر جفافا منذ أكثر من ستين عاما، ويتجلى أن حوالي نصف التساقطات المطرية تتركز في حوالى 7 في المئة من تراب المملكة، وهذا يخلق فوارق مهمة ويطرح إشكاليات تبعاً لطبيعة الأحواض المائية.
ويلاحظ متتبعون للشأن المغربي، أن السلطات العمومية أعطت أولوية كبيرة لتوفير مياه الشرب، التي وصل الاستهلاك منها إلى 1.6 مليار متر مكعب في العام الماضي، تضاف إلى ذلك المياه المتأتية من التحلية والمياه الجوفية، في حين أنه ينتظر أن يتعاظم الطلب على مياه الشرب في الأعوام المقبلة ليصل إلى 1.8 مليار متر مكعب في العام المقبل وحوالي ملياري متر مكعب في 2030.
ولم يتجاوز مخزون المياه في سد المسيرة، الذي يوفر مياه الشرب لجزء من الدار البيضاء، 2 في المئة، مقابل 30 في المئة في السنوات السابقة.
ويشدد رئيس الجامعة المغربية لجمعيات المستهلك وديع مديح على أن مياه الشرب لا تتجاوز 9 في المئة قياسا بحجم استهلاك المياه في المغرب، مؤكداً أنّ العجز المائي يتجلى أكثر على مستوى الفلاحة التي تستهلك 89 في المئة من مجمل المياه المستهلكة.
ويلاحظ تقرير حول المناخ أن الأعوام الأربعة الأخيرة الممتدة بين 2019 و2022، تعتبر السنوات الأربع المتتالية الأكثر جفافا منذ أكثر من ستين عاما بالغرب، والذي تحول لأزمة عطش تؤرق فعليا السلطات بالبلاد.
بدورهم، يتداول المسؤولون والخبراء على وسائل الإعلام في المغرب مصطلحات مثل “أزمة حقيقية” و”وضعية حرجة” و”أزمة عطش” عند الحديث عن وضع الموارد المائية بعد سنوات الجفاف المتتالية، ورسم تقرير قدمه وزير التجهيز والماء في مجلس النواب صورة قاتمة عن الوضع المائي بعد سنوات من انحباس المطر.
يذكر، أن مقاطعات مغربية عديدة تشهد اضطرابات واحتجاجات متواصلة، تنديدا بسياسات السلطات المحلية هناك، في ظل أزمة مياه خانقة، وموجة عطش تضرب تلك المناطق، دون وجود حلول ميدانية تضمن توفير هذه المادة الحيوية، وتخفف من وطأة الأزمة على الساكنة.