لحظات من حياة علي بن أبي طالب العظيمة

علي بن أبي طالب: دروس في العبادة والتواضع

في إحدى اللحظات الرائعة التي شهدها التاريخ، كان علي بن ربيعة يتأمل في أحد المشاهد التي تتعلق بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. حيث أتي له بدابة ليركبها، وعندما وضع قدمه في الركاب، أطلق لسانه بذكر الله قائلاً: بسم الله. وبعد أن استقر على ظهر الدابة، أخرج من قلبه عبارات الشكر والحمد لله، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، مستذكراً آيات من سورة الزخرف.

التأمل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم

ثم استمر في حمد الله، حيث أضاف: الحمد لله ثلاث مرات، وتبعها بعبارة الله أكبر ثلاث مرات أيضاً. ثم انطلق بدعاء صادق وقال: سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي، فأغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. وفجأة، ضحك أمير المؤمنين وعندما سُئل عن سبب ضحكه، أجاب: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت، وضحك أيضاً. فقلت له: يا رسول الله! لماذا ضحكت؟ فقال: إن ربك سبحانه وتعالى يعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي، إذ يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري".

آداب السفر في الإسلام

وفي سياق آخر، كان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يستعد للسفر ويستقر على بعيره، كان يكبر ثلاث مرات، ثم يتلو نفس الآية: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ملتمساً من الله في سفره البر والتقوى، ومن العمل ما يرضيه. كان يدعو أيضاً قائلاً: اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطوعنا بعده، أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل.

وكان يطلب من الله أن يعينه على الصعوبات التي قد يواجهها في سفره، قائلاً: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل. وعندما كان يعود من سفره، كان يكرر هذه الأدعية، ويزيد عليها بعبارة: آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندما يعلوهم المرتفعات، يكبرون، وعندما يهبطون، يسبحون.
حبيبتي من تكون 2 الحلقة 287