-

العمليات العسكرية وتأثيرها على المدنيين في مالي

العمليات العسكرية وتأثيرها على المدنيين في مالي
(اخر تعديل 2025-04-22 13:57:29 )

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الجيش المالي عن تنفيذ مجموعة من العمليات العسكرية في منطقة تالهانداك، التي تقع على بعد 82 كم شمال شرق تيساليت في منطقة كيدال بشمال مالي، بالقرب من الحدود الجزائرية. وقد جرت هذه العمليات في ليلة 21 إلى 22 أبريل الجاري.

وزعمت القوات المالية أنها استهدفت "جماعات إرهابية"، مؤكدة على نجاحها في تدمير البنية التحتية اللوجستية للجماعات المسلحة، بالإضافة إلى تحييد حوالي 15 مقاتلاً. لكن، لم تكشف السلطات عن تفاصيل دقيقة حول هوية المستهدفين، واكتفت بوصف العملية بأنها "ضربة قوية".

استهداف المدنيين

تستمر السلطة الانقلابية في مالي في استهداف المدنيين الأبرياء في شمال البلاد، مدعيةً أنها تحارب الإرهاب. فقد كشف الناطق الرسمي باسم جبهة تحرير أزواد، محمد المولود رمضان، أن إحدى الطائرات المسيرة التي استخدمها الجيش المالي خلال العملية في تالهانداك، استهدفت مرآبًا للسيارات، مما أدى إلى مقتل شخصين مسنين وطفل.

وصف رمضان هذا "العمل الوحشي" بأنه تجسيد آخر للسياسة القمعية والوحشية التي تمارس ضد سكان أزواد، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

استعراضٌ فجّ للقوة

تحاول الحكومة غير الشرعية في باماكو، بقيادة الجنرال أسيمي غويتا، إثبات قوتها من خلال استهداف المدنيين في شمال البلاد، حيث تتلقى دعمًا من مرتزقة "فاغنر". وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها القوات المالية باستهداف المدنيين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

وفي رسالة بعث بها وزير الدفاع المالي، ساديو كامارا، في بداية الأسبوع، أكد على أن "الجيش المالي قوي ولا يجب الاستهانة به"، مضيفًا أن "من يظنون أنهم قادرون على ترهيبنا وزعزعة استقرارنا مخطئون تمامًا". وأوضح أن الجيش المالي في عام 2025 سيكون مختلفًا تمامًا عن الجيش الذي كان موجوداً في عام 2020، حيث تم بناء قوة صلبة قادرة على تحقيق تطلعات الشعب المالي نحو الأمن والسيادة.

وكشف أعيان "دوسحاق" قبل أيام، أن السلطة الانقلابية في باماكو ترتكب، بدعم من مرتزقة "فاغنر" الروسية، جرائم إبادة وترهيب ممنهجة ضد المدنيين. وأكدوا أن ما يتعرض له أبناء أزواد ليس سوى حملة عقابية لقمع مطالبهم المشروعة بالعدالة وحقوقهم.
بارينيتي الحلقة 13

أرقام مروعة توثق الانتهاكات

وكشفت المصادر الأزواديّة عن انتهاكات مروعة ترتكبها القوات الانقلابية في باماكو، والتي تشمل:

  • 1519 عملية قتل ضد المدنيين العزل.
  • 816 حالة اعتقال تعسفي، ينتهي الكثير منها بالاختفاء القسري.
  • 248 عملية تخريب وسرقة للممتلكات العامة والخاصة.
  • 355 حالة عنف وتعذيب ممنهج.
  • 36 جريمة اغتصاب.

وتأتي تصريحات وزير الدفاع المالي في سياق أزمة دبلوماسية حادة بين الجزائر والسلطة الانقلابية في باماكو، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة ويعكس التوترات السياسية القائمة.

الخلاصة

تظل الأوضاع في مالي مقلقة، حيث تتزايد التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان وتزايد استهداف المدنيين، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة.