ميتا تحظر قنوات روسية: ردود فعل واتهامات
ميتا تحظر قنوات RT: قرار مثير للجدل
أقدمت شركة "ميتا" الأمريكية، المعروفة بتطبيقاتها الشهيرة مثل فيسبوك وإنستغرام وواتساب وثريدز، على خطوة جريئة تمثلت في حظر قنوات "RT" بما فيها "روسيا اليوم الجزائر" و"روسيا سيفودنيا" من جميع منصاتها على مستوى العالم. هذا القرار أثار جدلاً واسعًا، حيث اعتبر الكرملين أن هذه الإجراءات "غير مقبولة" واعتبرها تعديًا على حرية الإعلام.
أسباب الحظر
في البيان الرسمي الذي أصدرته ميتا، أوضحت الشركة أن "الحظر يأتي في إطار التزام ميتا بسياسات مكافحة المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة". وأشارت إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى الحفاظ على نزاهة المحتوى وضمان عدم انتشار معلومات تهدد الأمن العالمي. كما أضافت أن هذا القرار جاء بعد ضغوط دولية متزايدة حول دور وسائل الإعلام الروسية في نشر المعلومات المضللة وتأثيرها على الأوضاع الجيوسياسية.
التداعيات على وسائل الإعلام الروسية
من المثير للاهتمام أن ميتا أكدت أن جميع الحسابات المرتبطة بقنوات RT وروسيا سيفودنيا ستبقى محظورة بشكل دائم، مما يشير إلى أن الشركة تعتبر هذا الأمر جزءًا من استراتيجيتها طويلة الأمد في مواجهة المعلومات المضللة.
ردود فعل الكرملين
ندد الكرملين، على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، بحظر وسائل الإعلام الحكومية الروسية على منصات ميتا. خلال مؤتمر صحفي، وصف بيسكوف هذه الأعمال بأنها "غير مقبولة"، وأعرب عن تقييم سلبي تجاه الحظر المفروض على حسابات وكالة "سبوتنيك" وقناة "RT".
أرض الحب الجميل الحلقة 1
تصريحات رئيسة تحرير RT
مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة RT، لم تتأخر في التعليق على الحظر. حيث رأت أن الولايات المتحدة تقوم بهذه الخطوات بسبب خوفها من صوت القناة وتأثيرها المتزايد. وقالت: "هم خائفون من شعبهم، لأننا عندما أصبحنا بارزين بما فيه الكفاية، بدأوا في اقتلاعنا من كل الاتجاهات.. لكن أدواتهم لن تكفي!".
اتهامات جديدة تطال RT
هذا الحظر لم يكن مفاجئًا تمامًا، فقد جاء بعد اتهامات جدية من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث اتهم قناة RT بالمشاركة في "عمليات سرية" مزعومة للتدخل في شؤون دول أخرى. كما أعلن عن فرض عقوبات على ثلاثة هياكل وشخصين على خلفية هذه الاتهامات.
المعلومات الجديدة التي دفعت للحظر
بلينكن قال إن الولايات المتحدة تلقت "معلومات جديدة" تفيد بأن RT لديها القدرات اللازمة للقيام بعمليات سيبرانية و"شاركت في عمليات التأثير السرية والمشتريات العسكرية". وأشار إلى أن هذه المعلومات زُعمت أنها جاءت من موظفي القناة أنفسهم، مما يزيد من حدة الجدل حول مصداقية هذه الادعاءات.
موقف وزارة الخارجية الأمريكية
من جهة أخرى، أوضحت الخارجية الأمريكية أنه رغم العقوبات المفروضة، فإن وسائل الإعلام الروسية بما في ذلك مجموعة "روسيا سيفودنيا" يمكنها الاستمرار في ممارسة أنشطتها داخل الولايات المتحدة. هذا الأمر يطرح تساؤلات حول فعالية هذه العقوبات وتأثيرها على الإعلام الروسي.
في النهاية، تبقى ميتا في موقف صعب بين الالتزام بمكافحة المعلومات المضللة وحماية حرية التعبير، بينما تواصل وسائل الإعلام الروسية البحث عن طرق للتأثير على الرأي العام في ظل القيود المفروضة.