عودة ماكرون إلى المغرب: دعم واستثمارات مشبوهة
قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة المغرب، بعد سنوات من التوتر في العلاقات بين البلدين، مما يعكس رغبة في إعادة بناء الجسور بين الجارة الغربية وفرنسا. هذه الزيارة تأتي في وقت يتزايد فيه الدعم الفرنسي لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، مما يفتح باب النقاش حول القضايا المعقدة التي تحيط بهذا الإقليم.
خلال كلمته أمام البرلمان المغربي، أعاد ماكرون التأكيد على دعم بلاده لمغربية الصحراء الغربية، على الرغم من القوانين والمواثيق الدولية التي تحظر مثل هذه التصريحات. كما أظهر الرئيس الفرنسي التزامه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مشيراً إلى أنه سيعمل على جذب الاستثمارات الفرنسية إلى المنطقة المحتلة.
حب بلا حدود مترجم الحلقة 39
ومع ذلك، فإن التصريحات الفرنسية لا تعني بالضرورة مواجهة عدائية تجاه أي طرف آخر، بل تُظهر نية فرنسا في دعم المغرب في المحافل الدولية.
انتهاك للقانون الدولي
إن الوعد الذي قطعه الرئيس ماكرون يعد خرقًا واضحًا للقوانين الدولية، حيث تُصنف قضية الصحراء الغربية كملف تصفية استعمار. وفقًا للقانون الدولي، فإن أي استثمارات تُجرى في هذا الإقليم تُعتبر غير قانونية، خاصة تلك التي تتعلق باستغلال الموارد الطبيعية التي هي من حق الشعب الصحراوي.
وكانت جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، قد حققت نجاحًا في إلغاء اتفاقيات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، بسبب إدراج الصحراء الغربية في تلك الاتفاقيات. وقد أكدت محكمة العدل الأوروبية أن هذه المنطقة هي منطقة منفصلة عن المغرب.
استثمارات اقتصادية بصبغة قمعية
يسعى المغرب منذ سنوات إلى جذب الاستثمارات إلى الصحراء الغربية المحتلة، في محاولة لإظهار سيطرته على الإقليم. وقد أشار تقرير لصحيفة "الإيكينوميستا" الإسبانية إلى أن المغرب قد زاد من توريط الشركات المتعددة الجنسيات في مشاريع استثمارية غير قانونية خلال السنتين الماضيتين، بهدف تسريع استغلال ثروات المنطقة وتمويل أعمال القمع ضد الشعب الصحراوي.
وقد أشار سالم التامك، رئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، إلى أن هناك تسارعًا كبيرًا في الاستثمارات المغربية، والتي تسهم في تهجير السكان الأصليين واستغلال مواردهم بشكل غير مشروع، مما يعكس خطورة هذه الأنشطة الاستثمارية.
“الحكم الذاتي” من صنع فرنسي
أوضح وزير الخارجية الصحراوي، محمد سيداتي، أن فرنسا لطالما كانت متورطة في الحرب ضد الشعب الصحراوي، مشيرًا إلى أنها اقترحت خطة الحكم الذاتي للمغرب في عام 2007. وأكد أن هذه الخطة تم صياغتها داخل الدوائر الفرنسية كوسيلة لإنقاذ العرش المغربي وتعزيز النفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا عبر دعم نظام موالي لها.
في هذا السياق، اعتبر سيداتي أن خطة الحكم الذاتي المغربية ليست سوى مشروع فرنسي بحت، مشيرًا إلى أن فرنسا لم تتوقف يومًا عن التورط في الصراع ضد الشعب الصحراوي منذ بداية الاحتلال المغربي للصحراء الغربية.