-

تصريحات ماكرون تشعل غضب إفريقيا

تصريحات ماكرون تشعل غضب إفريقيا
(اخر تعديل 2025-01-07 14:57:28 )

ردود فعل غاضبة من تشاد والسنغال على ماكرون

أعربت كل من تشاد والسنغال عن استيائهما الشديد من التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي أثارت ضجة واسعة في الأوساط السياسية الإفريقية.

جاء هذا الاستنكار بعد أن اتهم ماكرون الدول الإفريقية بعدم تقديم الشكر لفرنسا على دعمها في مكافحة الإرهاب.

تصريحات ماكرون تثير الغضب في إفريقيا

خلال اجتماع سنوي مع سفرائه، زعم ماكرون أن التدخل العسكري الفرنسي في منطقة الساحل منذ عام 2013 كان له دور حاسم في مكافحة الإرهاب. وأضاف ماكرون بلكنة ساخرة أن القادة الأفارقة "نسوا أن يقولوا شكراً" لهذا الدعم.

وواصل ماكرون تأكيده على أن فرنسا كانت محقة في تدخلها، مشيراً إلى أن القادة الأفارقة الذين يحكمون دولهم ذات السيادة اليوم مدينون لفرنسا. وعلّق بأن "الشكر سيظهر في النهاية".

كما أكد ماكرون أن قرار سحب القوات الفرنسية من إفريقيا تم بالتشاور مع القادة الأفارقة، ولكنه أوضح أن باريس كانت لها "الأسبقية في إعلان" هذه الانسحابات.

تشاد: دعوة لاحترام الشعب الإفريقي

في بيان صادر عن وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله، أعرب الوزير عن قلقه العميق من تصريحات ماكرون، واصفاً إياها بأنها تعكس "موقف ازدراء تجاه إفريقيا والأفارقة".

وأشار الوزير إلى أن الشعب التشادي يسعى نحو السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي، منتقداً مساهمة فرنسا التي كانت تهدف غالباً إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية دون تأثير حقيقي على تنمية الشعب التشادي.

وأكد الوزير على "الدور الحاسم" الذي أدّته إفريقيا وتشاد في تحرير فرنسا خلال الحربين العالميتين، وهو دور لم تعترف به فرنسا مطلقاً، بحسب تعبيره.

السنغال: الجنود الأفارقة حرروا فرنسا

من جهته، قدم رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو انتقاداً لاذعاً لماكرون، مؤكداً في بيان أن فرنسا تدين للجنود الأفارقة الذين ساهموا في تحريرها من الاحتلال النازي.

وأوضح سونكو: "لولا هؤلاء الجنود، لربما ظلت فرنسا اليوم تحت الاحتلال الألماني".

كما اتهم فرنسا بأنها تسببت في زعزعة استقرار العديد من الدول الإفريقية، مثل ليبيا، مما أدى إلى تداعيات وخيمة على أمن واستقرار منطقة الساحل.

تصاعد المطالب بإنهاء الوجود العسكري الفرنسي

على مدى السنوات الأخيرة، شهدت الدول الإفريقية مطالب متزايدة بإنهاء الوجود العسكري الفرنسي على أراضيها.

في نهاية نوفمبر الماضي، ألغت تشاد الاتفاقيات العسكرية التي كانت تربطها بفرنسا، في حين أكدت السنغال أنها ستنهي أي وجود عسكري فرنسي خلال العام الجاري، معتبرةً نفسها "دولة حرة مستقلة" دون الحاجة للتفاوض مع باريس.

تأتي هذه التحركات في إطار الرفض المتزايد للسياسات الفرنسية في إفريقيا، التي تواجه انتقادات متزايدة من الشعوب والقادة الأفارقة.


المتوحش 2 مترجم الحلقة 16