-

استقالة جون ميشال أباتي تثير جدلاً في الإعلام

استقالة جون ميشال أباتي تثير جدلاً في الإعلام
(اخر تعديل 2025-03-09 19:38:32 )

في تحول مثير داخل المشهد الإعلامي الفرنسي، قرر الصحفي المخضرم جون ميشال أباتي الاستقالة من قناة "أر.تي.أل". جاء هذا القرار بعد إيقافه مؤقتًا بسبب تصريحاته المثيرة حول الاستعمار الفرنسي في الجزائر، مما أثار جدلًا واسعًا حول حرية التعبير في وسائل الإعلام الفرنسية وحدود تناول التاريخ الاستعماري.

قرار مفاجئ واستقالة نهائية

أعلن أباتي عن قراره عبر رسالة نشرها على منصة "إكس" يوم الأحد، مؤكدًا أنه قطع علاقته نهائيًا مع القناة التي عمل بها لسنوات طويلة. في رسالته، قال: “لن أعود إلى أر.تي.أل. هذا هو قراري. إليكم السبب.”

قبل حوالي أسبوعين، أدت تصريحاته حول الاستعمار الجزائري إلى جدل واسع، حيث أبلغت إدارة القناة بأن هناك العديد من الاحتجاجات من المستمعين. وأوضح أن إدارته بررت قرار الإيقاف المؤقت بتلقيها العديد من الشكاوى من الجمهور حول تصريحاته التي قارن فيها وحشية النازيين بممارسات الاستعمار الفرنسي.
حكيم باشا الحلقة 10

على الرغم من قبوله في البداية قرار الإيقاف، إلا أن أباتي تفاجأ لاحقًا بقرار التعليق النهائي، مما جعله يعتبر ذلك عقوبة غير مبررة استدعت قراره بالمغادرة.

تمسك بالمواقف رغم الضغوط

أبدى أباتي إصراره على عدم الاعتذار أو التراجع عن تصريحاته، مشددًا على أن العودة إلى القناة بعد التعليق تعني اعترافه بالخطأ، وهو ما يرفضه بشكل قاطع. وأكد أن موقفه من الاستعمار الفرنسي ينبع من قناعة شخصية، على الرغم من عدم ارتباطه المباشر بتلك الفترة أو أي صلات عائلية بالأحداث.

أشار أباتي إلى أنه بدأ اهتمامه بهذا الموضوع بعد اكتشافه حقائق صادمة حول الوجود الفرنسي في الجزائر خلال الفترة من 1830 إلى 1962، معتبرًا أن تناول هذا التاريخ بموضوعية هو مسؤولية كل ذي ضمير حي في فرنسا.

مجازر وانتهاكات بلا اعتراف رسمي

استعرض أباتي خلال حديثه الفظائع التي ارتكبت أثناء الاستعمار الفرنسي، مؤكدًا أنه صُدم مما قرأه في كتب المؤرخين المتخصصين. أوضح أن الاحتلال الفرنسي شهد مجازر مستمرة ضد الجزائريين على مدى 132 عامًا، وفرض نظامًا قاسيًا حرَم السكان الأصليين من حقوقهم الأساسية.

لقد كانت صورة فرنسا، المعروفة عالميًا بقيمها الإنسانية، مغايرة لما تمارسه في مستعمراتها، حيث أُجبرت المجتمعات الجزائرية على تحمل أعباء اقتصادية واجتماعية كبيرة، بينما قُدم التعليم شبه المعدوم لهم وتم تجريدهم من أراضيهم الخصبة لصالح المستوطنين الأوروبيين.

دعوة للاعتراف بالتاريخ

لم يُخفِ أباتي أسفه من غياب الاعتراف الرسمي بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، معتبرًا أن ما تحدث عنه يعكس شعورًا عميقًا بالظلم. وأكد أن محاولات إسكات هذه الحقائق لن تغير من مجرى التاريخ، بل يجب أن تدفع فرنسا للاعتراف بمسؤوليتها عن تلك الحقبة المظلمة.

هاجم الصحفي من وصفهم بـ"الوطنيين المزيفين" الذين يرفضون مواجهة الحقيقة، متمنيًا أن يأتي اليوم الذي تعترف فيه فرنسا بجزء من وحشيتها في تاريخها الاستعماري.