تُعتبر الوسيط الأمثل لأزمة النيجر.. تقرير

كشف الانقلاب العسكري في النيجر، تخوّف فرنسا من خسارة نفوذها في منطقة الساحل، لصالح الجزائر.

وأعربت الجزائر رفضها التام للتدخل العسكري في النيجر، رغم مساندتها للرئيس المخلوع محمد بازوم، فيما دعمت فرنسا الخيار العسكري الذي طرحته دول مجموعة “إيكواس”.

وتمكنت الجزائر من فرض منطقها، حيث امتنعت “إيكواس” عن التدخل عسكريا، فيما أعربت واشنطن وبرلين وروما دعمهم لموقف الجزائر وتفضيل الخيار الدبلوماسي، لتجد فرنسا نفسها شبه معزولة عن واحد من أهم الملفات الإستراتيجية.

في هذا الصدد، قالت صحيفة “لوموند” المقرّبة من قصر الإليزيه، إن الجزائر تبرز كوسيط أمثل لحلّ أزمة النيجر، لاسيما وأن الرئيس عبد المجيد تبون عرض بشكل شخصي يد المساعدة للنيجريين.

المجلس العسكري في #النيجر يعتبر #الجزائر مثله الأعلى pic.twitter.com/pWim4eCrR4

— أوراس | Awras (@AwrasMedia) August 9, 2023

وأوضح التقرير الفرنسي، أن الجزائر بدعمها للرئيس المخلوع محمد بازوم ورفضها للتدخل العسكري الأجنبي، تبنت موقفا وسطيا يخوّلها لأداء جور هام في الملف.

وأبرزت “لوموند”، أن القيادة المالية والنيجرية تنتقدان التدخل والوجود الفرنسي في إفريقيا، وفي إطار العلاقات الخالية من التوتر بين نيامي وباماكو مع الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعل الجزائر الوسيط المقبول من جميع الأطراف.

وعزّز التقرير هذا الطرح، بالزيارة التي يُجريها وزير الخارجية أحمد عطاف إلى واشنطن للقاء نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.

وأشارت الصحيفة التي لا تنطق عن غير هوى الإليزيه، إلى أن تشابكا بين المصالح الجزائرية والنيجرية اتخذ بعدا جديدا بعد انتهاء عملية “برخان” في منطقة الساحل، ما أعاد رسم الخرائط الإستراتيجية الإقليمية.

وأكد التقرير، أن الجزائر لم تخف حيطتها اتجاه الدور العسكري الذي أدّته باريس في المنطقة.

ومن وجهة النظر الفرنسية، يفتح انسحاب فرنسا من الساحل إلى جانب أزمة النيجر، فرصة واعدة للجزائر لإعادة بسط نفوذها في المنطقة، لاسيما في ظل تنامي كراهية الأفارقة لفرنسا.

يجدر الذكر أن الجزائر تحظى بقبول كبير لدى الشعب النيجري الذي حمل الراية الجزائرية خلال مظاهراته.

ووفقا للمؤشرات السالفة الذكر، يمكن لمكانة الجزائر ومواقفها الداعمة لدول منطقة الساحل أن تُنهي الوجود الفرنسي في المنطقة بشكل نهائي.