-

سفينة إسرائيلية تعبر قناة السويس: الجدل مستمر

سفينة إسرائيلية تعبر قناة السويس: الجدل مستمر
(اخر تعديل 2024-11-03 12:00:31 )

في الأيام القليلة الماضية، أثارت صور وفيديوهات تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً، حيث أظهرت سفينة عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي وهي ترفع العلمين المصري والإسرائيلي، أثناء عبورها قناة السويس متجهة نحو أحد موانئ الأراضي المحتلة. هذه المشاهد أثارت تساؤلات عديدة حول طبيعة العلاقات بين مصر والكيان الصهيوني، خاصة مع تزايد الأحداث والاتهامات التي تشير إلى تورط النظام المصري في تقديم دعم عسكري استراتيجي لهذا الكيان.

مواد متفجرة في السفينة

قبل حوالي ثلاثة أشهر، رصد موقع "مارين ترافيك" المتخصص في متابعة حركة الملاحة البحرية انطلاق سفينة ألمانية تُدعى (أم في كاثرين) من ميناء هاي فونج الفيتنامي، متوجهة إلى ميناء تل أبيب لتفريغ حمولتها. هذا الأمر دفع حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) إلى فتح تحقيق حول محتوى تلك الحمولة، والتي اتضح لاحقاً أنها تحتوي على مواد متفجرة ومواد لصناعة الأسلحة.

نتيجة لذلك، أطلقت الحركة حملة لمنع السفينة من الرسو في الموانئ، لإعاقة وصولها إلى وجهتها. كانت رحلة السفينة طويلة، بسبب إغلاق الحوثيين لمضيق باب المندب أمام السفن المتوجهة إلى "إسرائيل"، مما أوجب على السفن اتخاذ مسار أطول عبر جنوب القارة الإفريقية، ثم الصعود على طول الساحل الغربي للقارة وإجتياز مضيق جبل طارق لدخول البحر الأبيض المتوسط.

خطة تمويهية فاشلة

انطلقت سفينة (أم في كاثرين) وهي ترفع علم برتغالي في محاولة للتمويه، ولكن حركة (BDS) تواصلت مع الدول التي كانت تعتبر محطات استراحة للسفينة، واستجابت كل من جنوب إفريقيا وناميبيا والبرتغال وأنغولا والجبل الأسود ومالطا ومنعت السفينة من الرسو في موانئهم. بعد فشل خطة التمويه، أصدرت الشركة المالكة للسفينة بياناً تنفي فيه توجه السفينة إلى "إسرائيل"، ثم قامت برفع العلم الألماني على ساريتها.

عندما وصلت السفينة إلى البحر الأبيض المتوسط، توجهت مباشرة إلى ميناء الإسكندرية، حيث كان من المقرر تفريغ حمولتها في سفن أصغر، ومن ثم نقلها إلى ميناء حيفا، وذلك تخوفاً من استهدافها في ظل المتابعة الدقيقة لتحركاتها، خاصة وأن ميناء حيفا يقع ضمن مرمى صواريخ حزب الله اللبناني.

وفقاً للبيانات الرسمية لميناء الإسكندرية، دخلت السفينة الميناء في 28 أكتوبر 2024، وكان من المتوقع مغادرتها في 5 نوفمبر 2024. حيث كانت الخطة تقضي بنقل الشحنات نحو الكيان عبر شاحنات مصرية، مما دفع حركة (BDS) إلى نشر بيان يؤكد أن المواثيق الدولية تلزم مصر، باعتبارها دولة مجاورة، بتجنب أي شراكة غير مباشرة في دعم الجرائم الإسرائيلية، بالتزامن مع رفع دعاوى قضائية في برلين لمنع وصول هذه الشحنات التي تزن أكثر من 150 طناً إلى "إسرائيل".

مصر تخرج عن صمتها

بعد تزايد الأحداث والضغط الدولي على مصر، والتي التزمت الصمت لمدة يومين، أعلن أحد المتحدثين باسم الجيش المصري عن نفي أي تورط للجيش في دعم العدو، دون الإشارة إلى حادثة السفينة. تلا ذلك بيان من وزارة النقل ينفي كل ما نشر حول السفينة، مؤكداً أن الشحنة موجهة لوزارة الإنتاج الحربي المصرية. كما تم حذف سجلات دخول السفينة من المواقع الرسمية لميناء الإسكندرية، بينما ركزت بعض وسائل الإعلام المصرية على توجيه أصابع الاتهام نحو مصادر مجهولة تعادي الدولة المصرية.
ست شباب الحلقة 9

ورغم تأخر البيانات الرسمية، أشار ناشطون إلى أن هذه التصريحات جاءت لتؤكد صحة الشائعات، مع اتهامات للنظام المصري بأنه أصبح أداة في يد الكيان وأمريكا، خصوصاً مع التبعية الاقتصادية والديون التي أثقلت كاهل الاقتصاد المصري في السنوات الأخيرة.

في 30 أكتوبر 2024، انتشرت صور وفيديوهات لفرقاطة إسرائيلية ترفع العلمين المصري والإسرائيلي، وعلى متنها جنود بالزي العسكري الإسرائيلي، تعبر قناة السويس نحو الأراضي المحتلة. وأصدرت هيئة قناة السويس بياناً أكدت فيه التزامها بتطبيق الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك "اتفاقية القسطنطينية" التي تضمن حرية الملاحة للسفن العابرة للقناة، دون تمييز لجنسية السفينة، وذلك حفاظاً على مكانة قناة السويس كممر بحري رئيسي في العالم.