إن مسألة اختيار شريك الحياة ليست مجرد قرار عابر بل هي خطوة مصيرية تتطلب تفكيرًا عميقًا وفهمًا كاملاً للشروط والمعايير التي يجب أن تتوفر في الطرف الآخر. فكما أن هناك خصائص يسعى الرجل لتوفرها في زوجته المستقبلية، فإن الإسلام منح المرأة المسلمة الحق في اختيار زوجها، حيث يمكنها أن توافق أو ترفض من ترغب، بشرط أن يكون هذا الشخص أهلًا وكفؤًا لذلك. وبهذا، يتجلى عدل الإسلام في إعطاء المرأة حقوقًا متساوية في اختيار شريك حياتها.
المعايير الأساسية لاختيار الزوج في الإسلام
الدين
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن يكون الرجل متسمًا بالتدين. هذا يعني أنه ملتزم بتعاليم الشريعة الإسلامية، ويفهم حقوقه وواجباته تجاه زوجته. عليه أن يعاملها بالمعروف، ويقوم بإنفاق ما يكفي لتلبية احتياجاتها دون تجاوز أو اعتداء، مادامت هي أيضًا تقوم بواجباتها.
أسرار البيوت 2 الحلقة 171
الأخلاق
الأخلاق هي الجوهر الذي يعكس طبيعة الإنسان. فهي تعبر عن سلوكه وأفعاله دون الحاجة إلى تفكير عميق. لذا، من المهم أن تبحث المرأة ووليها عن أخلاق الخاطب وطباعه. فبعض الرجال قد يكونون متدينين ولكنهم يمتلكون طباعًا سيئة، مثل الشراسة أو اللسان السليط. هذه الصفات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة الأسرية وتسبب أجواء مشحونة بالتوتر والقلق.
العفة والطهارة
العفة تعني الابتعاد عن الشهوات المحرمة، وخاصة علاقة الرجل بالنساء. يجب على المرأة ووليها التأكد من أن الخاطب ليس له علاقات غير شرعية أو سمعة سيئة. فالرجل الذي لديه ماضٍ غير نظيف يمكن أن ينقل الأمراض أو المشكلات النفسية إلى زوجته وأبنائه، مما يؤثر سلبًا على حياتهم.
الحسب والنسب
الحسب يعني السيرة الحسنة والعائلة الطيبة. يُفضل أن تختار المرأة زوجًا من عائلة معروفة بالصلاح والتقوى. فالرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أن الناس كالمعادن، ويفضل أن يكون الزوج من معدن جيد.
الصحة والجمال
يجب التأكد من أن الخاطب يتمتع بصحة جيدة، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية. الأمراض المزمنة أو النفسية يمكن أن تعرقل الحياة الزوجية وتجعلها صعبة. لذا، يُفضل أن يكون الخاطب خاليًا من أي أمراض قد تؤثر على استمرارية العلاقة.
القدرة على الإنفاق
إن قوامة الرجل في الإسلام تعتمد على قدرته على توفير احتياجات زوجته وأبنائه. يجب أن يكون لديه موارد مالية كافية لضمان حياة كريمة. فالاعتماد على مساعدات الآخرين أو العوز يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أسرية كبيرة.
الكفاءة
يجب أن يكون هناك تكافؤ بين الزوجين في الدين والخلق. فلا يمكن أن تتزوج مسلمة بكافر أو عفيفة بفاجر، فالإسلام يحرم ذلك. فالطيبة لا تتزوج إلا من هو طيب مثلها.
