هوشة والكساير.. قريتان فلسطينيتان يرجع أصول
شهدت أراضي قريتي هوشة والكساير المهجرتين، خروج حشود غفيرة، اليوم الثلاثاء، في مسيرة العودة الـ 27.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وأطلقوا هتافات تنادي بإيقاف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، وحق العودة للفلسطينيين إلى وطنهم.
وهتف آلاف الفلسطينيين بشعارات “يوم استقلالهم يوم نكبتنا”، و”لا عودة عن حق العودة” و”أوقفوا الحرب على غزة” في ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76.
وزار عدد من أهالي القرى المهجرة في أراضي الـ48 قراهم التي هُجرّوا منها في عام النكبة 1948، حسب ما أوردته تقارير إعلامية فلسطينية.
ونظم المتظاهرون فعاليات وطنية مؤكدين تشبثهم بحقهم وأرضهم، وارتدوا الكوفيات الوطنية ورفعوا الأعلام الفلسطينية.
ما قصة قريتي هوشة والكساير؟
تقع هوشة والكساير متجاورتين بالجليل الأسفل، بالطريق بين شفاعمرو وحيفا التي تبعد عنهما مسافة 13 كلم جنوبا.
سقطت قريتا هوشة والكساير بيد الاحتلال الإسرائيلي يوم 15 أفريل 1948، قبل الإعلان عن استقلال “دولة إسرائيل” في 14 ماي 1948.
وكان عدد سكان قرية هوشة المهجرة 440 نفراً حتى عام 1948، فيما عدد سكان الكساير 200 نفر حتى عام النكبة.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عرب “إسرائيل” يقدر عددهم بمليون و400 ألف، وتبلغ نسبتهم 17,5% من سكّان “إسرائيل”، وهم يشكون من التمييز، خصوصاً في مجال الوظائف.
لكن ما علاقة القريتين بالجزائر؟
يعود أصل سكان قريتي هوشة والكساير للعائلات الجزائرية التي وصلت البلاد مع الأمير عبد القادر سنة 1886 خلال فترة العثمانيين، بعدما أبعد الاحتلال الفرنسي العائلات الموالية للأمير عبد القادر إلى فلسطين وسورية.
واستقر الجزائريون عند ترحيلهم إلى فلسطين بقريتي هوشة والكساير و11 قرية فلسطينية أخرى، منها معذر وعولم وسمخ وشعارة وكفرسبت قضاء طبريا وديشوم وتليل والحسينية وعموقة وماروس قضاء صفد، حسب ما أورده موقع عرب 48.
وانخرطت القريتان بالثورة العربية في فلسطين (1936-1939) التي عرفت لاحقا بالثورة الكبرى، وهي انتفاضة وطنية قام بها العرب الفلسطينيون في فلسطين ضد الإدارة البريطانية للولاية الفلسطينية، والمطالبة بالاستقلال، وإنهاء سياسة الهجرة اليهودية المفتوحة، وشراء الأراضي.
وتعرضت القريتان للتدمير على أيدي قوات الهاغانا (منظمة عسكرية تأسست خلال الانتداب البريطاني وقاتلت من أجل إقامة دولة إسرائيل) التي احتلّت القريتين، ولم يبق من القريتين اليوم سوى آثار البيوت.