استشهد بكفاح الجزائريين.. موقع بريطاني يراهن
استبعد مدير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، انتصار “إسرائيل” في حربها على غزة في ساحة المعركة، لافتا إلى ضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات، مستشهدا في ذلك بالأحداث التي عرفتها الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية وكذا جنوب إفريقيا في مجابهة الفصل العنصري.
وقال مدير الموقع، الصحافي البريطاني ديفيد هيرست في مقال له “لا الجزائريين ولا حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ولا الجيش الجمهوري الأيرلندي حققوا النصر في ساحة المعركة”.
وأكد المتحدّث ذاته، أنّ “الجميع قاتل للوصول إلى طاولة المفاوضات”، متسائلا ما إذا كانت “إسرائيل” ستنتصر في حال خروج حركة “حماس” من قطاع غزة.
وبدى هيرست واثقا من أنّ الاحتلال الإسرائيلي لن يتمكّن من إخراج حركة المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، ولن يتمكّن أيضا من تحقيق الفوز في الحرب التي شنّها على القطاع، في مقاله بعنوان “الحرب على غزة.. لماذا لن تنهي إسرائيل المهمة أبداً”.
ولفت الصحافي ذاته، إلى وجود خيارين أمام “إسرائيل”، وهما “إما أن تحذو حذو بن غفير وسموتريتش في سعيهما لتحويل الحرب على الأرض إلى حرب دينية، أو أن تناقش مع الفلسطينيين كيف يمكنهم تقاسم الأرض على قدم المساواة”.
في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنّ دول عديدة منها أوروبية، أعلنت أنها تفكر في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، في خطوة استباقية من شأنها التمهيد لتطبيق حل الدولتين، غير أنّ الاحتلال الإسرائيلي يرفض رفضا قاطعا بـ “اعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية المستقلة”.
في هذا الصدد، قال مدير الموقع البريطاني “إنّ إصرار حكومة الحرب الإسرائيلية على احتلال رفح (في أقصى جنوبي القطاع)، حيث يلجأ 1.4 مليون فلسطيني طردتهم قسرا من شمال ووسط غزة، يخفي شكوكا متزايدة حول ما سيحققونه عندما يصلون إلى المدينة”.
وأضاف المتحدّث ذاته، “إنّ المخابرات العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن حماس ستظل قائمة وقادرة على شن عمليات ضد إسرائيل، وأن الدعم الحقيقي لحماس لا يزال مرتفعا بين الفلسطينيين في غزة، وذلك على الرغم من فظائع الاحتلال في غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر”.
وأكد الصحافي أنّ “الخطأ الأول الذي يرتكبه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو هو اعتقاده أنه إذا قضى على ما يفترض أنها آخر أربع كتائب لحماس في رفح، فستنتهي اللعبة”.
في هذا الشأن، لفت المسؤول البريطاني، إلى أنّ “حماس ليست جيشا بعدد محدود من المقاتلين، إنها فكرة يمكن أن تنتقل من عائلة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر”.
وذكّر، هيرست أنّ “منظمة التحرير في عهد ياسر عرفات كانت علمانية وحماس إسلامية.” قائلا “لا يهم الجانب الذي يحمل الشعلة، لكنها تستمر في الاشتعال”.