رواية هوارية تتألق في الجائزة العالمية
تعتبر رواية "هوارية" للكاتبة الجزائرية الموهوبة إنعام بيوض من الأعمال الأدبية البارزة التي رُشحت لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية، حيث تم الإعلان عن القائمة الطويلة لهذه المسابقة المهمة اليوم الثلاثاء. وقد ضمت هذه القائمة 16 رواية عربية متميزة، من بينها رواية "هوارية"، التي تعد الرواية الوحيدة الممثلة للجزائر في هذه المنافسة الشرسة.
أسباب الاختيار
اختارت لجنة التحكيم مجموعة متنوعة من الروايات العربية، حيث تتميز كل واحدة بقصتها الخاصة وبصمتها الفريدة. وفي حديثها عن القائمة الطويلة، أكدت رئيسة لجنة التحكيم لعام 2025، منى بيكر، أن هذه القائمة تعكس تنوعاً رائعاً في المواضيع والأشكال الأدبية. وتناول بعض الروايات نضالات النساء في سعيهن لتحقيق أحلامهن في مجتمعات يغلب عليها الطابع الأبوي، بينما تقدم روايات أخرى لمحات دقيقة عن عالم ديني وطائفي، حيث تتصارع قيم التطرف مع التعاطف الإنساني.
وأضافت بيكر أن القائمة تحتوي أيضاً على عدد من الروايات التاريخية التي تستعرض حقباً زمنية مختلفة، مثل العصر العباسي وما شهدته الأندلس من محاكم تفتيش واضطهاد. كما تتضمن الروايات كتباً شبه سيرة ذاتية وأخرى تتسم بالطابع البوليسي. وقد استخدم بعض الروائيين أسلوب السخرية والفكاهة، مما يجعل المواضيع الصعبة أكثر قابلية للفهم والوصول إليها من قبل القارئ.
رواية مثيرة للجدل
أثارت رواية "هوارية" جدلاً واسعاً في الجزائر، حيث انقسم القراء بين معجب بشجاعة الرواية وبين رافض لتناولها بعض الطابوهات الاجتماعية. الشخصية الرئيسية، "هوارية"، هي شخصية واقعية من المجتمع الجزائري، وقد اختارتها إنعام بيوض لتغوص في أعماق تجارب الأشخاص. وقد أوضحت الكاتبة أنها اعتمدت على الصدق في سرد أحداث الرواية، مشددة على أهمية الصدق في الأعمال الأدبية من خلال وصف الأحاسيس المختلفة والتفاعلات بين الشخصيات.
وأشارت المؤلفة إلى أنها أرادت نقل صورة الناس البسطاء الذين يعانون من فقدان الهوية، وأن تعطي لهم وجوداً في صفحات روايتها. كما عملت على تصوير مدينة وهران والأجواء المبهجة التي عاشتها قبل العشرية السوداء وبعدها، حيث لم ترغب في توثيق السجل الدموي لتلك الفترة، بل اكتفت بتقديم لمحات خاطفة تعكس تلك الأجواء.
ليلى الحلقة 17