-

الصداقة: كنز القلوب وروح التعاون

الصداقة: كنز القلوب وروح التعاون
(اخر تعديل 2024-09-23 21:01:16 )

تُعتبر الصداقة واحدة من أجمل العلاقات التي يمكن أن يعيشها الإنسان، فهي ليست مجرد تواصل سطحي أو لقاءات عابرة، بل هي رابط عميق مبني على المحبة والمودة والصدق والوفاء. إن الصداقة هي نعمة من الله تعالى، إذ تُضفي على حياتنا طعماً ولوناً، وتساعدنا في مواجهة تحديات الحياة. في الإسلام، تُعطى أهمية خاصة للصداقة، حيث يُشجع على بناء صداقات ترتبط بالعقيدة والأخلاق الفاضلة، وتدفع الأصدقاء لمساعدة بعضهم البعض في الطاعة والبر والتقوى.

مفهوم الصديق الصالح

يُعتبر الصديق الصالح مرآة لصديقه، فهو يعكس أخلاقه ويُؤثر فيه، ويكون له عوناً في الخير وينهاه عن الشر. إن المحبة في الله هي أساس هذه العلاقة، حيث يتمنى الأصدقاء الخير والسعادة لبعضهم البعض في الحياة الدنيا والآخرة. وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه."

آيات عن الصديق الصالح

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا). [آل عمران: 103]

(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). [الكهف: 28]

(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ). [الحجر: 47]

(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ). [الزخرف: 67]

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). [الحجرات: 10]

(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ). [الحشر: 10]
مجمع 75 الحلقة 157

أحاديث عن الصديق الصالح

(إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، والْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً).

(إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا). قال الراوي: (وشبَّك أصابعه).

(من وَليَ منكم عملًا فأراد اللهُ به خيرًا؛ جعل له وزيرًا صالحًا؛ إن نسِيَ ذكَّره وإن ذكر أعانَه).

(أنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأرْصَدَ اللَّهُ له عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أتَى عليه، قالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أخًا لي في هذِه القَرْيَةِ، قالَ: هلْ لكَ عليه مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ.

(سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه).

(إنَّ للهِ عِبادًا لَيْسوا بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يغْبِطُهم الشُّهداءُ والنَّبيُّونَ يومَ القيامةِ بِقُرْبِهِمْ ومَجلِسِهم منْه).

(وجَبَتْ مَحَبَّتي للمُتحابِّينَ فِيَّ، والمُتَجالِسينَ فِيَّ، والمُتباذِلينَ فِيَّ، والمُتَزاوِرينَ فِيَّ).

(قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: المتحابُّونَ في جلالي لَهُم مَنابرُ مِن نورٍ).

(خيرُ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُهُم لصاحِبِه، وخيرُ الجيرانِ عندَ اللهِ خيرُهُم لجارِه).

(لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).

(انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا، فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا، كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ مِنَ الظُّلْمِ؛ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ).