وزير الداخلية الفرنسي واستعداء الجزائر

وزير الداخلية الفرنسي واستعداء الجزائر
في خطوة غير مسبوقة، يبدو أن وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، قد قرر أن يجعل من "الجزائر" جزءًا لا يتجزأ من حديثه اليومي، حيث أصبح يتطرق إليها في كل مناسبة أو ظهور إعلامي. فعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها فرنسا في مجال الأمن الداخلي، حيث تحولت محطات المترو إلى بؤر للجريمة، إلا أن روتايو يختار التركيز على الجزائر.
الأمن الداخلي في فرنسا: الأولوية الغائبة
بينما يجب على الوزير الفرنسي أن يكرس جهوده لإدارة الأمن الداخلي والحفاظ على النظام العام، يبدو أن أولوياته تتجه نحو استعداء الجزائر. في هذا السياق، أطلق روتايو تصريحات جديدة تثير الجدل، حيث أعلن أنه قد كلف المصالح المعنية في وزارته بدراسة العقوبات المحتملة ضد شركة الخطوط الجوية الجزائرية.
خلفية القرار
تأتي هذه التصريحات كاستجابة لشرط شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي تطلب تصاريح قنصلية لترحيل الجزائريين الذين تصدر بحقهم قرارات طرد من فرنسا. وقد اعتبر روتايو أن الجزائر لا تحترم القوانين، متهمًا إياها برفض استقبال مواطنين يحملون بطاقة هوية جزائرية، مؤكدًا أن هذه البطاقة تعفي المرحلين من الحاجة إلى تصريح قنصلي.
دوافع سياسية وراء الاستعداء
من جانبهم، أشار المراقبون إلى أن روتايو يتبع حملة دعائية ضد الجزائر، حيث يقوم بترحيل مواطنين نحو الجزائر دون تصريح قنصلي، مما يتعارض مع القوانين الدولية، بما في ذلك اتفاقية شيكاغو التي تنظم قضايا الترحيل.
رحلة لاكشمي 5 الحلقة 55
“الجزائر”.. خطة روتايو الانتخابية
تثير التصريحات المتكررة والتصعيد المستمر من قبل برونو روتايو تساؤلات عديدة حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الاستعداء. فوفقًا لمراقبين، يبدو أن الوزير يهدف إلى استغلال هذا الوضع للوصول إلى رئاسة حزب "الجمهوريين" (LR)، حيث يتنافس بقوة على هذا المنصب.
استراتيجية سياسية
يبدو أن روتايو يعقد آماله على هذه المناوشات المعادية للجزائر، باعتبارها وسيلة لكسب دعم أكبر عدد ممكن من أصوات الجمهوريين، وذلك في سعيه للوصول إلى رئاسة الحزب. إن تصعيده ضد الجزائر يعكس، في واقع الأمر، استراتيجية سياسية تهدف إلى تعزيز مكانته في الساحة السياسية الفرنسية.