-

اعترافات فرنسا بجرائمها في الجزائر

اعترافات فرنسا بجرائمها في الجزائر
(اخر تعديل 2024-12-05 16:00:29 )

تستمر فرنسا في محاولاتها لكسب ود الجزائر من خلال الاعترافات المتتالية بجرائمها التي ارتكبتها خلال فترة الاستعمار، على الرغم من الأزمة الدبلوماسية التي تعصف بالعلاقات بين البلدين. هذا الأمر يعكس رغبة فرنسا في تحسين صورتها أمام العالم، خاصةً فيما يتعلق بتاريخها الاستعماري المظلم.

تذكار لمذبحة الأغواط

في خطوة تعكس هذا التوجه، قامت السلطات الفرنسية بنصب نصب تذكاري في قلب العاصمة باريس، يخلد ذكرى مذبحة الأغواط، التي راح ضحيتها ثلثا سكان المدينة. حيث وصفته رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، بأنه اعتراف رمزي ضمن جهود العمل على ملف الذاكرة التاريخية.

جهود مشتركة للاعتراف بالجرائم

من جانبه، أعرب رئيس لجنة الأغواط، بيار مونسي، وهو أحد الفاعلين البارزين في هذا الملف، عن أن هذه الخطوة تأتي تتويجًا لجهود النخب الجزائرية والفرنسية، الذين يؤمنون بأهمية اعتراف فرنسا بجرائمها التاريخية. وقد تعهد مونسي بأن هيئته ستواصل العمل من أجل الاعتراف بكل الجرائم التي حدثت في الجزائر.

محتوى اللوحة التذكارية

تظهر اللوحة التي تم تنصيبها نصًا يروي ما حدث في عام 1852، عندما هاجم الجيش الفرنسي مدينة الأغواط، التي كانت قد انتفضت ضد الغزو الاستعماري. وتذكر اللوحة أن هذا الهجوم أسفر عن إبادة ثلثي سكان المدينة، مشيرة إلى أن هذه الجريمة تعتبر جريمة حرب واضحة. كما تُحيي هذه التذكرة ذكرى سكان الأغواط الذين عانوا من ويلات الاحتلال.

هولوكوست فرنسي

ترجع أحداث المجزرة إلى عام 1852، عندما حاصر الجيش الفرنسي مدينة الأغواط، التي عُرفت بمقاومتها الشديدة للاستعمار. بعد حصار استمر لأكثر من أسبوعين، اقتحمت قوات الاحتلال الفرنسي المدينة بوحشية باستخدام 6000 جندي، وتعرض السكان لأسلحة غير تقليدية، بما في ذلك الغازات الكيميائية مثل الكلوروفورم، ما أدى إلى قتل عدد كبير منهم وشل حركتهم.
الحديقة السرية مترجم الحلقة 7

الجرائم الوحشية المرتكبة

لم تقتصر الجرائم على القتل الجماعي فحسب، بل طالت أيضًا حرق المدنيين أحياءً، حيث تم وضعهم في أكياس خيش قبل إلقائهم في حفر جماعية. كما تم حرق المغارات التي لجأ إليها السكان بالنار والدخان، مما أدى إلى مقتل 3786 شخصًا من أصل 4500، دون استثناء النساء أو الأطفال. هذه الأحداث تمثل جزءًا مؤلمًا من التاريخ، يجب أن نتذكره ونعترف به.