فرنسا والجزائر: علاقة معقدة تحتاج للحوار

أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، في تصريحاته الأخيرة أن فرنسا تظل متمسكة بعلاقاتها مع الجزائر، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة تتسم بالتعقيد والتوتر. جاءت هذه التصريحات خلال حفل إفطار السفراء الذي أقيم في الجامع الكبير بباريس بمناسبة شهر رمضان، حيث حضر الحفل عدد من الشخصيات الدبلوماسية.
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26
دعوة للحوار رغم التوترات القائمة
أثناء خطابه، أشار بارو إلى وجود توترات ملحوظة بين فرنسا والجزائر، مؤكدًا أن بلاده ليست مسؤولة عن هذه التوترات. هذا وقد تطورت الأمور بشكل جديد يوم الاثنين الماضي. وأوضح الوزير الفرنسي بأن هذه التوترات لا تصب في مصلحة أي من الطرفين، مطالبًا بحلها بروح من الاحترام، مع أهمية الحفاظ على مصالح الفرنسيين التي تبقى أساس سياسات بلاده.
تصريحات بارو جاءت عقب انتقادات باريس لرفض الجزائر لقائمة المواطنين الجزائريين المعنيين بقرارات الإبعاد، حيث اعتبر بارو أن هذا القرار يتعارض مع المصالح الفرنسية.
كما حرص الوزير على التأكيد بأن الملايين من المواطنين الفرنسيين الذين لديهم روابط عائلية أو ثقافية مع الجزائر لا ينبغي أن يتأثروا بالخلافات الدبلوماسية الحالية، مشددًا على حقهم في العيش بسلام وبعيدًا عن أي توترات.
الجامع الكبير في باريس يدعو إلى التهدئة
من جهته، دعا شمس الدين حفيظ، رئيس الجامع الكبير في باريس، إلى ضرورة اتباع مسار التهدئة، مؤكدًا أن المسجد يمثل رمزًا للصداقة بين فرنسا والدول الإسلامية. وأشار حفيظ إلى أن المسجد سيواصل جهوده في نشر قيم التهدئة وتعزيز العلاقات الإيجابية بين البلدين، وهو ما يعد خطوة مهمة في ظل الظروف الحالية.
خطوة تصعيدية ضد الجزائر
في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت فرنسا عن تعليق اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية الجزائرية. جاء ذلك على لسان وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، الذي أشار إلى أن هذا القرار يأتي ردًا على رفض الجزائر استقبال المرحلين الذين صدرت بحقهم قرارات ترحيل من الأراضي الفرنسية.
كانت السلطات الجزائرية قد رفضت قائمة بأسماء المرحلين المقدمة من القائم بأعمال السفارة الفرنسية في الجزائر، مؤكدة أن هذه الإجراءات تتعارض مع الاتفاقيات الثنائية، ورافضة ما وصفته بـ"المقاربة الفرنسية الانتقائية" في عمليات الترحيل.
تصاعد التوتر في العلاقات الثنائية
تأتي هذه الخطوة في إطار التوتر المتزايد بين الجزائر وباريس في الأشهر الأخيرة، حيث تصاعدت الأزمة حول عدة قضايا. من أبرزها قرار فرنسا بترحيل عدد من المهاجرين الجزائريين الذين اتهمتهم بـ"التحريض على العنف" و"المساس بالنظام العام"، وهو ما قوبل برفض قاطع من الجزائر.
كما ساهم في تفاقم الأزمة ملف الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، الذي تم توقيفه في الجزائر، مما أثار انتقادات واسعة في الأوساط الفرنسية.