لهذه الأسباب.. كل ما هو جزائري بات مستهدفاً؟

لهذه الأسباب.. كل ما هو جزائري بات مستهدفاً؟
(اخر تعديل 2024-08-07 15:56:07 )

بات استهداف كل ما هو جزائري أمرا لافتا خلال السنوات الأخيرة، وإن كانت الجهات التي تقود الحملة الشرسة معروفة، يبقى التمسك بتشوية كل ما له علاقة بالجزائر يستدعي الحذر واليقظة، على اعتبار أن من وراء ذلك يريد الشر للبلاد والعباد لعدة اعتبارات، أولها مواقف الجزائر الثابتة وتاريخها المشرف ومسيرتها الاقتصادية والاجتماعية المتصاعدة.

وجاءت الهجمة التي كانت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، عرضة لها، لتكشف حجم البغض والكره الذي بات يسكن قلوب وعقول بعض البشر، وأخرها مسؤولي الاتحاد الدولي للملاكمة الذين أخرجوا ما بداخلهم من علة، لكن في كل مرة يظهر من يزيل اللبس ويفضح المتربصين، وهو حال رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية الذي كشف الضغط الذي تعرضت له مواطنته الملاكمة منافسة خليف، بغرض تحطيم معنوياتها ومن ثم منعها من الوصول للنهائي.

لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية يتفق مشاهير السياسة والأعمال والإعلام الغربي والاتحاد الدولي للملاكمة ضد رياضية أولمبية طعنوا في هويتها الجنسية، بينما أنصفتها اللجنة الأولمبية الدولية وأحرار العالم.. شاهد قصة إيمان خليف مع التنمر pic.twitter.com/1nNrjklqN9

— أوراس | Awras (@AwrasMedia) August 6, 2024

من يقف وراء استهداف الجزائر؟

وقبل ذلك، عاش الجزائريون مغامرات ومعارك مع المغاربة الذين باتوا محل همز ولمز واستهزاء في ظل محاولاتهم المتكررة سرقة تراث الجزائر من الأطباق والمأكولات والألبسة وحتى التاريخ لم يسلم من “بطش” هؤلاء القوم، وكذلك الإنجازات يسعون لتحريف مسارها وإلصاقها ببلدهم تحت عدة طرق كالتزييف والتحريف، وإن افتضح أمرهم راحوا ينبشون في بعض المشاكل أو الصور أو الحوادث في محاولة منهم للتأثير النفسي الذي ليس له مكانا في قاموس الجزائريين.

وإذا كانت سياسة المخزن إزاء الجزائريين بهذه الوقاحة، وهو أمر منتظر، يبقى تحرك الإمارات العربية عكس تيار الجزائر يثير عدة استفهامات، فهي التي منحت 15 مليون يورو للمغرب من أجل إطلاق حملة إعلامية وحملات عبر المنتديات الاجتماعية، بهدف ضرب استقرار بلدان الساحل بغية تشويه سمعة الجزائر لدى شعوب المنطقة.

ويبقى ما أكده العميل السابق للاستخبارات المغربية، فريد بوكاس، بأن للإمارات لوبي إعلامي يعمل من أجل ترويج الأكاذيب بحق الجزائر، ومن أبرز زبانية أبوظبي المدعو أحمد الشرعي الذي يمتلك أسهما في جريدة الأحداث المغربية، كما أنها أصبحت ممولا رئيسيا للموقع الإخباري “هسبريس”.

وفي السياق ذاته، عملت ولا تزال المنظمة غير الحكومية “هاتف إنذار الصحراء” التي مقرها “أغاديس” بالنيجر، تعمل على إغراق جنوب الجزائر بالمهاجرين، في محاولة جديدة من قوى الشر لاستهداف أمن واستقرار البلاد باستعمال كل الطرق، تنفيذا للمخطط الصهيوني “خطة كاليغري”.

كما سبق أن تقدم 27 عضوا في الكونغرس الأمريكي ينتمون إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي برسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يطالبون فيها بمعاقبة مسؤولين جزائريين يشرفون على شراء الأسلحة من روسيا، واستندوا في رسالتهم إلى قانون مكافحة أعداء أمريكا المسمى “كاتسا” الذي تبناه الكونغرس عام 2017، ويعطي بموجبه وزارة الخارجية السلطة لفرض عقوبات على الأفراد الذين ينخرطون في معاملات تمس المصالح الأمريكية وبالخصوص في قطاع الأسلحة والأمن والاقتصاد.

27 سيناتورا بالكونغرس الأمريكي يطالبون وزير الخارجية أنتوني بلينكن بفرض عقوبات على الجزائر.. تعرف على التفاصيل في الفيديو pic.twitter.com/s49AlXwRt4

— أوراس | Awras (@AwrasMedia) October 1, 2022

أسباب الاستهداف

لكن إذا عرف السبب بطل العجب، فقد أكدت مجلة “الجيش” في عددها لشهر أفريل الماضي، أنه “في عالم مضطرب يموج بالتحولات والتقلبات، ومنطقة إقليمية تتسم بالتوتر وعدم الاستقرار، فإن بلادنا التي لا تعيش بمنأى عن هذه الأحداث ولا بمعزل عن تأثيراتها، هي اليوم واحة للأمن والسكينة رغم كل المحاولات البائسة لاستهداف انسجامها ووحدتها”، وقد تأتى ذلك بفضل وعي الشعب الجزائري وثقته في مؤسساته وفي جيشه الوطني الشعبي.

وأضافت أن الجزائر “تعمل بوتيرة متسارعة على رفع مختلف التحديات التي تواجهها تعزيزا لسيادتها الوطنية واستقلالية قرارها السيد”، مشددة على أنه “ليس من المبالغة في شيء القول إن الجزائر الجديدة في طريقها لكسب الرهان الاقتصادي”، وشددت على أن “الجزائر لا يمكنها إلا أن تكون قوية بشعبها ومؤسساتها، آمنة بجيشها الوطني الشعبي”.

تشويه الصورة

إلى ذلك، أوضح الحقوقي أدم مقراني، في تصريح لـ”أوراس”، أن الجزائر ومواطنيها تعرضوا لسلسلة من الهجمات الإعلامية والتشكيك في مختلف المجالات، بدءا من الثقافة إلى الرياضة والسياسة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، ما حدث للملاكمة إيمان خليف خلال الألعاب الأولمبية الجارية في باريس.

ما أثار جدلا واسعا استدعى تدخل اللجنة الأولمبية الدولية عن طريق رئيسها واللجنة الأولمبية الجزائرية مؤكدتان أن هذه الادعاءات تفتقر إلى الأساس الأخلاقي، وتهدف إلى تشويه سمعة البطلة الجزائرية ليس إلا.

وأضاف متحدث أوراس، لم تقتصر الهجمات على المجال الرياضي، بل امتدت إلى التراث الثقافي والصفقات الاقتصادية والمشاريع التنموية، وأوضح أن الهجمات تترافق مع انتقادات دولية لمشاريع تنموية وصناعية جزائرية، في محاولات واضحة لتقويض النجاحات الاقتصادية والإصلاحات الحكومية.

وأبرز مقراني، أن هذه الحملة الإعلامية السلبية تعكس توجها سياسيا وإعلاميا يسعى إلى تشويه صورة البلاد على الساحة الدولية، وقال: “يبدو أن هناك محاولات للتأثير على الرأي العام العالمي، وزعزعة الاستقرار الاجتماعي والسياسي الداخلي”، مردفا أن الدفاع عن الهوية الوطنية والمصالح الاقتصادية والتنموية يعتبر واجبا يقع على عاتق جميع الجزائريين، سواء في الداخل أو الخارج.

الضغط على الجزائر

من جانبه، أوضح الناشط السياسي سمير مزار، في تصريح لـ”أوراس”، أن اسم الجزائر بات يقلق أوساطا في المجتمع الدولي نتيجة حرب النفوذ بين المعسكرين الشرقي والغربي، والجزائر فضلت الوقوف كدولة محورية، واتخذت الحياد في الصراع بينهما.

وقال سمير مزار إن كل الهجمات سواء في الرياضة والاقتصاد والثقافة وغيرها هي عملية ضغط على الجزائر من المعسكر الغربي الذي يوظف دولا ضعيفة، مثل المغرب وفرنسا اليمينية والحرس القديم الصهيوني لدولة الاحتلال الذي يحاول إيجاد ملجأ له في المغرب والهروب من منطقة الشرق الأوسط عن طريق خلق صراع وهمي في المنطقة.