تصفية مالية لمجموعة Duro Felguera الإسبانية
تقدمت مجموعة الهندسة الإسبانية الشهيرة "Duro Felguera" بطلب لإجراء تصفية مالية مسبقة أمام محكمة تجارية، وذلك في سياق سعيها لإعادة هيكلة ديونها وإنقاذ أعمالها المتعثرة. يأتي هذا الإجراء في ظل التحديات القانونية التي تواجهها المجموعة، بعد رفع الجزائر دعوى قضائية ضدها، مما سيكلفها تعويضات مالية ضخمة.
الإجراءات القانونية والمالية
تأمل الشركة من خلال هذا الإجراء في التفاوض مع الدائنين، وبالتحديد مع شركة سونلغاز الجزائرية، وفقاً لقوانين الإفلاس الإسبانية. الهدف من هذه الخطوة هو ضمان استمرارية الشركة والحفاظ على الوظائف فيها، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها.
الشركة على حافة الإفلاس
يسمح قانون التصفية المالية المسبق للشركات التي تواجه صعوبات مالية بالإخطار عن وضعها للمحكمة، قبل أن تصل إلى مرحلة الإفلاس التام. هذا الإجراء يُمكن الشركة من التفاوض مع دائنيها لإعادة هيكلة ديونها أو التوصل إلى تسوية، مما يساعدها في تجنب التصفية الإجبارية أو الإفلاس الكامل.
يهدف هذا الإجراء إلى منح الشركة فرصة لاستعادة توازنها المالي واستمراريتها، دون الحاجة إلى تصفية أصولها. وإذا لم توافق المحكمة الإسبانية على طلب "Duro Felguera"، فإن الشركة ستضطر للإعلان عن إفلاسها.
تعويض ضخم لصالح الجزائر
كشفت وسائل الإعلام الإسبانية أن شركة سونلغاز، وهي الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز، قد أودعت طلباً للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، للبدء في مقاضاة الشركة الإسبانية "Duro Felguera" عبر إجراءات التحكيم الدولي. في الشكوى، طالبت سونلغاز برفع تعليق العقد واستئناف العمل، بالإضافة إلى تعويض مالي يُقدّر بحوالي 413 مليون يورو.
الحديقة السرية مترجم الحلقة 7
وفي هذا السياق، أعلنت الهيئة الوطنية لسوق الأوراق المالية الإسبانية "CNMV" تعليق التداول على أسهم شركة "Duro Felguera" بشكل مؤقت، وذلك بعد إبلاغها ببدء إجراءات التحكيم الدولي ضدها. يتعلق النزاع القائم بمشروع محطة الطاقة الحرارية ذات الدورة المركبة، التي تضم أربع توربينات غازية وتوربينين بخاريين، بقدرة إنتاج تصل إلى 1500 ميغاواط في ولاية الجلفة.
التأخيرات والتعقيدات
لم تلتزم الشركة الإسبانية بتنفيذ بنود الاتفاق المبرم في عام 2014، مما أدى إلى تعليق عقدها المتعلق بالمشروع في يوليو الماضي، وفقاً لقرار مجلس إدارة الشركة. وقد أكدت الشركة على أنها ستعمل على تعزيز جهودها للتوصل إلى حلٍ يرضي جميع الأطراف المعنية.
وفيما يتعلق بالأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة، اكتفت الشركة الإسبانية بالتأكيد على أنها ليست مرتبطة بها. وفي ذات السياق، أشارت صحيفة "الإيكونوميستا" إلى أن الشركة كانت قد دخلت في مفاوضات لتعديل العقد، إلا أن تلك المفاوضات لم تسفر عن النتائج المرجوة.
من ناحية أخرى، أفاد موقع "ألجيري إيكو" المتخصص أن المجموعة الإسبانية قد تأخرت بشكل كبير في إنجاز المشروع، مما أدى في عام 2022 إلى إسناد بقية الأعمال إلى شركة جزائرية.