-

سقوط نظام بشار الأسد في سوريا 2024

سقوط نظام بشار الأسد في سوريا 2024
(اخر تعديل 2024-12-08 17:38:20 )

سقوط نظام بشار الأسد في سوريا: حكاية تاريخية

في صباح يوم 8 ديسمبر 2024، شهدت سوريا حدثًا تاريخيًا غير مجرى الأمور في البلاد، حيث سقط حكم بشار الأسد بعد 13 عامًا و8 أشهر من اندلاع الثورة السورية. وقد جاء هذا السقوط بعد استعادة المعارضة السيطرة على العاصمة دمشق وسط حشود جماهيرية ضخمة، لتكون بداية عصر جديد في تاريخ سوريا.

التاريخ الموجع: من البداية إلى النهاية

تسرد الأحداث منذ بداية الحراك الشعبي في عام 2011 حتى إسقاط تمثال حافظ الأسد، والد بشار الأسد، في ديسمبر 2024. كانت الشرارة الأولى للاحتجاجات قد انطلقت في 15 مارس 2011 عندما كتب مجموعة من الطلاب على جدران مدرسة في درعا: "يا دكتور (بشار الأسد)، جاء دورك الآن".

2011: بداية الحراك الشعبي

انطلقت الاحتجاجات الشعبية في سوريا بشكل عفوي وغير منظم، تعبيرًا عن الغضب من ممارسات النظام المتراكمة. وقد ساهم اعتقال الأطفال في محافظة درعا في تأجيج هذا الغضب، حيث تم توجيه إهانات إلى الوجهاء الذين طالبوا بإطلاق سراحهم. ومع مطلع يونيو 2011، بدأت الانشقاقات العسكرية عن الجيش، مما زاد من حدة الصراع.

2013: تدخل حزب الله

ساند حزب الله الجيش السوري في هجوم لاستعادة جزء من منطقة القصير، حيث أعلن الزعيم الراحل حسن نصر الله في خطاب مُتلفز عن مشاركة الحزب في الحرب الأهلية السورية. ورغم التحذيرات الأمريكية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، فقد شهدت الغوطة الشرقية هجومًا بغاز السارين، مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين دون رد عسكري أمريكي.

2014: صعود تنظيم داعش

في حدث مفاجئ، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الرقة ومناطق واسعة من سوريا والعراق. وتعرض مقاتلو المعارضة للهزيمة في حمص القديمة، مما أدى إلى هزيمة كبيرة لهم في منطقة حضرية كبرى، وهو ما مهد لاتفاقات "الإخلاء" اللاحقة.

2015: التدخل الروسي

على الرغم من كسب الجماعات المعارضة المزيد من الأراضي بفضل الدعم الخارجي، إلا أن روسيا تدخلت في الحرب لدعم بشار الأسد، حيث شنت غارات جوية غيرت مجرى الصراع لصالح النظام السوري لسنوات لاحقة.

2016: توغل تركيا

في ظل تقدم الأكراد على الحدود، شنت تركيا عملية توغل عسكرية مع الجماعات المعارضة المتحالفة معها، مما أدى إلى إقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31

2017: هجمات إسرائيلية

اعترفت إسرائيل بشن ضربات جوية ضد حزب الله في سوريا، بهدف إضعاف القوة المتنامية لإيران وحلفائها. كما تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة من هزيمة تنظيم داعش في الرقة.

2019: نهاية داعش

فقد تنظيم داعش آخر معاقله في باغوز بسوريا، مما دفع الولايات المتحدة لإبقاء بعض قواتها في البلاد لحماية حلفائها الأكراد.

2020: وقف إطلاق النار

دعمت روسيا هجوم القوات الحكومية السورية الذي انتهى بوقف إطلاق النار مع تركيا، مما جمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. واستعاد بشار الأسد السيطرة على معظم الأراضي، بينما سيطرت المعارضة على الشمال الغربي، وقوة مدعومة من تركيا على الشريط الحدودي.

2023: الحرب في غزة

اندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة، مما أدى إلى نشوب صراعات بين "حزب الله" اللبناني و"إسرائيل"، وتقليص وجود حزب الله في المنطقة.

2024: سقوط الأسد

في صباح 27 نوفمبر، قادت هيئة تحرير الشام الفصائل المسلحة في مواجهة قوات النظام، مما أدى إلى سيطرة المعارضة على حلب وإدلب وحماة وحمص، وصولاً إلى العاصمة دمشق. وفي 8 ديسمبر، مع دخول المتظاهرين إلى دمشق، فقد نظام الأسد السيطرة على المدينة، حيث أُطلق سراح المعتقلين من سجن صيدنايا، المعروف بممارسات التعذيب.

بهذا، انهار حكم حزب البعث الذي دام 61 عامًا، ليظهر مقطع فيديو على التلفزيون الرسمي السوري يعلن سقوط الأسد. ومع انهيار النظام، أُسقطت تماثيل حافظ الأسد في مختلف المدن، معلنة نهاية عهد عائلة الأسد في سوريا.