تمديد مواقيت فتح الجامعات.. الوزارة ترفع الرهان
قرّرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تمديد مواقيت فتح مرافق مؤسّسات التعليم العالي إلى غاية الساعة العاشرة ليلا.
وبعثت الوزارة، تعليمة إلى عمداء ومدراء مؤسسات التعليم العالي ورؤساء الأقسام ومدراء الخدمات الجامعية، أعلمتهم من خلالها بالقرار الذي سيُشرع في تنفيذه بدءًا من الدخول الجامعي 2023-2024.
وأوضحت الوزارة أن هذا القرار يرمي إلى ضمان إبقاء مؤسسة التعليم العالي في نشاط متواصل وحيوية مستمرة، “مثلما تقتضيه خصوصية الحياة في الوسط الجامعي لاسيما من الجانب البيداغوجي والبحثي”.
وطالبت الوزارة، من مديري مؤسسات التعليم العالي مراعاة التمديد الزمني الجديد أثناء ضبط برامج الأنشطة البيداغوجية والعلمية، بما في ذلك إعداد جداول التوقيت الخاصة بالتدريس وتنظيم الأحداث العلمية.
ووفقا للقرار الجديد، ستبقى المرافق التي يرتادها الطلبة والأساتذة تحت تصرفهم إلى غاية التوقيت المحدد أعلاه على غرار المخابر والمكتبات والحاضنات ومراكز تطوير المقاولاتية.
وكلّفت الوزارة، الديوان الوطني للخدمات الجامعية عبر مديريات الخدمات الجامعية بضمان التنسيق مع مؤسسات التعليم العالي لضبط مخطّط النقل الجامعي وفقا لمواقيت التدريس المعتمدة على مستوى كل مؤسّسة جامعية.
ودعت الوزارة من المسؤولين في القطاع، إلى الشروع في اتخاذ الترتيبات اللازمة من أجل ضمان تجسيد التمديد الزمني سالف الذكر ميدانيا، من خلال التشاور مع ممثلي الأساتذة والعمال والطلبة بخصوص تمديد فترة التدريس، ووضع نظام مناوبة يسمح باحترام الحجم الساعي للمستخدمين الذين سيتداولون على تأطير مرافق المؤسسات المعنية بتمديد مواقيت الفتح.
وشدّدت التعليمة التي اطّلعت منصة “أوراس” على فحواها، على أن وزير القطاع يولي أهمية خاصة لتطبيق فحوى المراسلة.
“من سابع المستحيلات”
قال المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني للأساتذة الجامعيين (كناس)، الشاذلي سعدودي، في تصريح لمنصة “أوراس”، إنه لا يمكن تمديد ساعات العمل إلى غاية الساعة السادسة أو السابعة مساءً فكيف يمكن تمديدها إلى غاية الساعة العاشرة ليلا.
وأوضح الشاذلي سعدودي، أن الأمر يصعب تطبيقه ليس في المدن الداخلية فقط بل حتى على مستوى العاصمة.
ويرى سعدودي، أن التمديد إلى غاية العاشرة ليلا من سابع المستحيلات، مشيرا إلى أنه بالإمكان البدء بتطبيق القرار على مستوى المكتبات الجامعية.
وأبرز محدّثنا، أن القرار يناسب الطلبة الذين يسكنون بالأحياء الجامعية، إلا أنه سيكون صعبا وغير ممكن بالنسبة للذين يقطنون بعيدا عن المؤسسات الجامعية.
وأضاف: “حتى شبكة النقل لا تساعد على تطبيق القرار لاسيما في المناطق الداخلية”.
وأكد سعدودي أن الأمر سيكون صعبا حتى بالنسبة للأساتذة الجامعيين الذين يقطنون بولاية ويعملون بولاية أخرى.
“تهرب من المسؤولية”
يرى المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، “كناس”، الشاذلي سعدودي، أن قرار تمديد مواقيت العمل في الجامعات، تهرب من المسؤولية.
ويضيف: “عوض تقوية هياكل الجامعة وزيادة الهياكل التي تساهم في رفع عدد المقاعد الجامعية يتم تمديد ساعات العمل”.
الطالبات ومعضلة غياب الأمن
تُقفل الإقامات الجامعية الخاصة بالطالبات، أبوابها على الساعة الثامنة ليلا، فيما تبقى مفتوحة بالنسبة للطلبة الذكور، وهو ما يفتح التساؤلات حول إمكانية تمديد مواقيت العمل في الجامعات.
في هذا الصدد، قال الدكتور عزوز لحسن، وهو أستاذ جامعي محاضر بجامعة بسكرة محمد خيضر، إن معظم الجامعات تُغلق أبوابها على الساعة الرابعة مساءً أو الخامسة كأقصى تقدير، ضاربا المثل بجامعات الجنوب التي توصد أبوابها شهر مارس على الساعة الثانية زوالا.
وأوضح الدكتور لحسن، في تصريح لمنصة “أوراس” أن الطالبات على وجه الخصوص يعشن في ظروف مقيّدة في معظم الولايات ذات الطابع المحافظ.
وأَضاف: “لاسيما في فصل الشتاء وهي فترة أساسية في بداية الموسم الجامعي”.
وأكد محدّثنا أن هذه التعليمة مجرد كلام على ورق للاستهلاك فقط، ويستحيل تطبيقها.
وهو الأمر الذي تطرق إلية الشاذلي سعدودي، الذي أشار في حديثه إلى حالات انعدام الأمن في بعض الجامعات.
وفي تصريح لموقع “أوراس” أكدت عضو مكتب المنظمة الطلابية تجمع الطلبة الجزائريين الأحرار “الريال” أمال بونعجة، أن التعليمة ليست بالجديدة وهي موجهة للطلبة أصحاب التخصصات العلمية.
وأضافت المتحدثة، أن قرار فتح أبوب الجامعات أمام الطلبة إلى غاية الساعة 22:00 ليلاً، قرار صائب من شأنه أن يمكّن الطلبة من الالتحاق بالمخابر العلمية التي لا توفرها الأحياء الجامعية.
من جهة أخرى، دعا رئيس اللجنة الوطنية لمتابعة الدخول الجامعي الخاصة بالمنظمة الطلابية الجزائرية الحرة محمد نوي، إلى توفير الأمن والنقل الجامعي للطلبة الذين يزاولون دروسهم إلى غاية 22:00 ليلاً.
وأشار محمد نوي، إلى أن الطالبات يمكنهم الحصول على رخصة من أجل الدخول إلى الإقامة الجامعية في حال مواصلة دراستهم إلى الساعة 22:00 ليلاً.
قرارات تُضرب عرض الحائط؟
أكدت مصادر من قطاع التعليم العالي، أن الوزارة عمّمت السنة الماضية تعليمة تتعلق بتمديد ساعات الدراسة إلى غاية السادسة مساءً، إلا أن الأمر لم يُطبّق وبقي حبرا على ورق.
في السياق، قال الدكتور عزوز لحسن، إن بعض رؤساء الجامعات لا يطبّقون التعليمات الصادرة من الوزارة، ويضربون بها عرض الحائط.