قضية كمال داود واتهامات سرقة الحياة

تحولت رواية "حوريات"، التي حازت على جائزة "غونكور" المرموقة، إلى كابوس قانوني يلاحق كاتبها، كمال داود. فقد قامت السيدة سعادة عربان برفع دعوى قضائية ضده في كلاً من فرنسا والجزائر، متهمة إياه بـ "سرقة حياتها" والتعدي على خصوصيتها من خلال استخدام قصتها الحقيقية في روايته.

محكمة فرنسية تستدعي داود

في تطور جديد، أفادت إذاعة "RFI" الفرنسية بأن محكمة باريس تلقت دعوى رسمية ضد كمال داود بتاريخ 13 فبراير 2025. هذا الأمر يضع الكاتب أمام مساءلة قانونية تتعلق بانتهاك حقوق الخصوصية.

وتطالب السيدة عربان، حسب الوثائق التي اطلعت عليها وكالة "فرانس برس"، بتعويض مالي قدره 200 ألف يورو، بالإضافة إلى نشر الحكم المحتمل، معبرة عن استنكارها الشديد لتشابه القصة واعتبارها "صدفة" غير واردة إطلاقًا.

كما أشار موقع "ميديا بارت" إلى أن محضراً قضائياً قام بتسليم داود بلاغاً للمثول أمام المحكمة في 7 مايو المقبل، بينما كان الكاتب مشغولاً في جلسة توقيع روايته الجديدة في جنوب فرنسا.

اتهامات بإفشاء أسرار طبية

لم تتوقف الأمور عند القضاء الفرنسي فقط، بل سبق لمحكمة وهران الابتدائية أن قبلت دعوى قضائية رفعتها سعادة عربان ضد كمال داود وزوجته، التي تعمل كأخصائية نفسية. وقد اتهمت عربان الزوجين بإفشاء السر المهني واستغلال معلوماتها الطبية في الرواية.

وأوضحت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم أن القضية تشمل شقين قانونيين، الأول يتعلق بإفشاء السر الطبي من قبل زوجة داود، التي كانت طبيبة لعربان منذ عام 2015. والثاني يتناول إهانة ضحايا الإرهاب عبر مضمون الرواية، مما يتعارض مع قانون المصالحة الوطنية الجزائري الصادر في عام 2006.

كمال داود يرد

في محاولة للدفاع عن نفسه، نشر كمال داود مقالًا في مجلة "لوبوان" الفرنسية، نفى فيه استغلال قصة سعادة عربان. وكتب: "تزعم هذه الشابة المسكينة أن قصتها وردت في الرواية. أستطيع تفهم مأساتها، لكن هذا غير صحيح بتاتًا."

وأضاف أن أوجه التشابه بين شخصية الرواية والضحية ليست إلا مصادفات، مشيرًا إلى أن روايته "من وحي الخيال" ولا تستند إلى أحداث حقيقية.

هل تدخل ماكرون؟

في تطور مثير، كشفت المحامية بن براهم عن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد مارس ضغوطًا على دار النشر "غاليمار" لإصدار رواية "حوريات"، مما يثير تساؤلات حول الدوافع السياسية وراء دعم هذا العمل الأدبي المثير للجدل.
خفايا القلوب 5 الحلقة 33

بينما يواجه كمال داود قضايا قانونية معقدة في الجزائر وفرنسا، تبقى القضية مفتوحة على احتمالات قانونية متعددة قد تؤثر على مستقبله الأدبي، خاصة إذا ثبتت التهم الموجهة إليه.