تعزيز التعاون الثنائي بين الجزائر ومصر

اُفتتحت أبواب التعاون المشترك بين الجزائر ومصر من خلال محادثات جديدة بين وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، ووزير البترول والثروة المعدنية المصري، كريم إبراهيم علي بدوي. جاءت هذه المحادثات في إطار مؤتمر ومعرض الطاقة لحوض البحر الأبيض المتوسط، الذي يُعقد في مدينة رافينا الإيطالية، حيث اجتمع الوزيران لتبادل الأفكار والخطط المستقبلية.
علاقات تاريخية ومتميزة
أشار وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، إلى الطابع “التاريخي والمتميز” للعلاقات بين الجزائر ومصر. فهذا التعاون ليس وليد اللحظة بل هو نتيجة سنوات من العمل المشترك والرغبة في تعزيز الروابط بين البلدين في قطاع الطاقة. كما تم تناول العديد من القضايا التي تمثل أولوية للطرفين، مثل تعزيز فرص الاستثمار والشراكة في مجالات الاستكشاف والتطوير والتكرير.
بالإضافة إلى ذلك، تم التطرق إلى سبل تسويق الغاز الطبيعي المسال وغاز البترول المميع كوقود، مما يعكس أهمية هذا المجال في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
آفاق التعاون الاقتصادي
تم خلال الجلسة التي حضرها سفير الجزائر لدى إيطاليا والرؤساء المديرون العامون لسوناطراك وسونلغاز، تسليط الضوء على فرص التعاون في مجال الطاقات المتجددة. تم تناول مشاريع الهيدروجين الأخضر كمثال على الابتكار والتطوير في هذا السياق. إن هذه المشاريع تمثل خطوة نحو تحقيق الاستدامة والتنوع في مصادر الطاقة.
وفيما يخص القطاع المنجمي، تم بحث آفاق التعاون بين الجزائر ومصر، لاسيما في مجال الصناعات التحويلية للفوسفات وإنتاج الأسمدة. يُعتبر هذا التعاون خطوة استراتيجية نحو تعزيز قطاع المناجم في كلا البلدين، مما يسهم في تنويع الاقتصاد وزيادة الإنتاجية في هذا القطاع الحيوي.
دعوة للاستثمار
وفي سياق موازٍ، دعا وزير الطاقة والمناجم الجزائري الشركات المصرية للاستفادة من الأطر التشريعية الجديدة للاستثمار في الجزائر، حيث تُعتبر هذه الأطر فرصة مثالية للتعاون الثنائي. من جهته، أعرب الوزير المصري عن تقديره للديناميكية التي تشهدها العلاقات بين الجزائر ومصر، مؤكدًا أن الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى جمهورية مصر العربية قد شكلت دفعة كبيرة للتعاون بين البلدين.
كما اتفق الطرفان على تكثيف الحوار وتبادل الزيارات بين الفاعلين الاقتصاديين في كلا البلدين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المشاريع المشتركة التي تعتمد على مقاربة “رابح-رابح”. من بين المشاريع المرتقبة، تم التأكيد على أهمية العمل المشترك في مجال البنية التحتية الطاقوية وتحويل الموارد المنجمية، وإنشاء محطات لإنتاج وتحويل الكهرباء.
يجدر بالذكر أن مؤتمر ومعرض البحر الأبيض المتوسط للطاقة “ميد إنرجي” يُعتبر واحدًا من أبرز التجمعات الدولية لصناعة النفط والغاز في منطقة البحر المتوسط، حيث يمتد برنامجه إلى ثلاثة أيام، ويشمل معرضًا عالميًا وورشات تقنية متخصصة، بالإضافة إلى جلسات نقاشية تجمع صانعي القرار، وخبراء الصناعة، وممثلين عن الهيئات الأكاديمية ومؤسسات البحث والتطوير.
البراعم الحمراء مترجم الحلقة 44