خلال رمضان.. طلاب البكالوريا يقبلون على الدروس
ظاهرة الدروس الخصوصية والمدفوعة خارج المؤسسات التربوية في الجزائر موجودة منذ سنوات وأخذت أبعادا كبيرة حاليا.
وتفتح المؤسسات الخاصة أبوابها في فترات متأخرة بعد التراويح خلال شهر رمضان لتقديم هذا النوع من الدروس.
وأصبح التلاميذ الذين سيجتازون شهادة البكالوريا يتوجهون إلى الدروس المدفوعة بغض النظر عن التوقيت المتأخر أو بعد المكان، سعيا منهم للنجاح الدراسي.
ومع اقتراب موعد الامتحانات النهائية، هل تزيد هذه الظاهرة من والضغوط النفسية للتلاميذ أم ستختصر عليهم فهم الدروس ومراجعتها؟
الدروس الخصوصية لا بد منها
في الآونة الأخيرة يهجر عديد التلاميذ مقاعد الدراسة في ثانوياته لتلقي الدروس المدفوعة في مؤسسات خاصة في بعض المواد.
هذا الأمر الذي يتكرر خلال كل سنة دراسية، بالرغم من توفير وزارة التربية الوطنية “دروس الدعم” المجانية لطلاب البكالوريا على مستوى المؤسسات التربوية.
وفي هذا الشأن، أوضحت فتيحة باشا، ناشطة تربوية وقائدة سابقة في الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، في تصريح لموقع “أوراس”، أن الدروس الخصوصية المدفوعة أمر سلبي لا بد منه.
وأضافت أن التلاميذ في الوقت الحالي يسرعون إلى هذه الدروس لأنهم يلقون راحتهم في تلك المؤسسات الخاصة أكثر من مدارسهم، وهذا أمر خطير يجب تداركه.
وتعد عطلة الربيع التي تزامنت مع الشهر الفضيل، فترة للتحضير للامتحانات لشهادة البكالوريا وكذا شهادة التعليم المتوسط، لذلك يركز التلاميذ على الدروس المدفوعة.
مضاعفة الدروس أرهقت التلاميذ
ويبذل تلاميذ البكالوريا جهودا مضاعفة في الدراسة داخل الأقسام وأيضا خارج أسوار الثانوية.
ويقضي هؤلاء التلاميذ ساعات مطوّلة في المراجعة خارج المنزل من خلال اختيار المواد التي يحتاجون أن يضيفوا دروسا خصوصية، يدفع مقابلها أولياؤهم أموالا كبيرة شهريا.
ويعود كل هذا الجهد عليهم بالتعب البدني والضغط النفسي، لذا ترى الناشطة التربوية أن توفير الدروس الخصوصية أثناء الليل في رمضان، قد يريح بعض التلاميذ من مشقة الصيام ويمنحهم القدرة على الفهم والتركيز أكثر.
كما نصحت باشا التلاميذ تنظيم أوقاتهم لخلق توازن بين أوقات الدراسة والراحة، مشيرة إلى ضرورة اختيار المواد الأساسية في حال التوجه إلى الدروس الخصوصية.
ونبهت الناشطة التربوية الأولياء إلى تقليل الضغط على أبنائهم لكي يجتازوا الامتحانات بكل أريحية.
تقنين الدروس الخصوصية المدفوعة ضروري
ويبحث التلاميذ من خلال الدروس المدفوعة عن “حل التمارين” وليس فهم الدرس، وهذا راجع حسب فتيحة باشا، للبرنامج المضغوط والإصلاحات التي لم تدرج في الطور الثانوي.
ودعت القائدة السابقة في الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ إلى تقنين عمل تقديم الدروس الخصوصية المدفوعة لأنه من غير الممكن القضاء عليها.
كما طالبت بالتأكد من كفاءة الأساتذة الذين يقدمون الدروس الخصوصية ومطابقة المحتوي العلمي الذي يقدمونه مع البرنامج الدراسي المفروض من طرف وزارة التربية الوطنية.
من جهة أخرى، اقترحت باشا تقليص عدد أيام امتحانات البكالوريا وإدراج “بكالوريا تخصص” في الجزائر، ليتسنى لكل تلميذ اختيار التخصص الذي يناسبه مع أساتذته وبما يتماشى مع برنامجه الساعي.
من جهتهم يواجه تلاميذ الأقسام النهائية تحد كبير في هذه الفترة المليئة بالضغط والجهد والالتزام في سبيل النجاح وتحقيق هدفهم في الانتقال إلى الجامعة.