-

مشروع قانون لتعزيز استخدام العربية في الجزائر

مشروع قانون لتعزيز استخدام العربية في الجزائر
(اخر تعديل 2025-01-27 20:57:21 )

يعتزم عدد من نواب البرلمان الجزائري تقديم مشروع قانون جديد يهدف إلى إصدار جميع النصوص التشريعية والتنظيمية في الجريدة الرسمية باللغة العربية فقط. تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز الهوية الوطنية ومواجهة الإرث الاستعماري، مما يعكس تحولاً ملحوظاً في السياسات اللغوية للدولة.

إصلاحات لغوية تشهدها الجزائر

تأتي هذه المبادرة في سياق سلسلة من الإصلاحات التشريعية التي تهدف إلى تعزيز السيادة اللغوية في الجزائر، وتأكيد مكانة اللغة العربية كلغة وطنية ورسمية. يركز النواب على ضرورة تكريس حقوق اللغة العربية، والتي تعتبر جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية.

نهاية حقبة “المؤقت الدائم”؟

المبادرون بهذا المقترح يستندون إلى ما ينص عليه الدستور الجزائري الذي يحدد العربية كلغة وطنية ورسمية. يعتبرون أن اعتماد اللغة العربية في نشر النصوص الرسمية هو بمثابة حماية قانونية لثوابت الوطن، ويعبرون عن رغبتهم في تطهير المنظومة التشريعية من ما يعرف بـ"التلوث القانوني" الناتج عن السياسات الاستعمارية الفرنسية.

تجدر الإشارة إلى أن مرسوماً رئاسياً صدر عام 1964 نص على أن النسخة الفرنسية للجريدة الرسمية يجب أن تكون إجراءً مؤقتاً، مما يطرح تساؤلات حول كيف تحول المؤقت إلى دائم بعد أكثر من 60 عاماً من الاستقلال.

23 مادة لتعزيز السيادة القانونية

يتضمن مشروع القانون المقترح 23 مادة تهدف إلى إلغاء النسخة الفرنسية للجريدة الرسمية بشكل كامل. تنص المادة الثانية بوضوح على أن الجريدة الرسمية ستصدر باللغة العربية فقط، مع إمكانية نشر الاتفاقيات الدولية بلغة الدولة المتعاقدة أو باللغة الإنجليزية.

ولضمان الالتزام بالنصوص الجديدة، يقترح القانون أن أي خرق له سيكون خاضعاً للمساءلة الجزائية، مع السماح بنشر النصوص بلغات أجنبية على المنصات الرقمية فقط لأغراض إعلامية.

دعم محدود لكنه رمزي

حتى الآن، يحظى المقترح بدعم 39 نائباً من أصل 462 في المجلس الشعبي الوطني، حيث يتولى النائب زكرياء بلخير من حزب حركة مجتمع السلم (حمس) تمثيل المبادرة. ورغم أن الدعم يعد محدوداً، فإن هذه الخطوة تحمل دلالة رمزية على التحول نحو تعزيز السيادة اللغوية والثقافية في الجزائر.

توجه جديد في التعليم والإدارة

تتزامن هذه المبادرة مع توجه الجزائر نحو تقليل الاعتماد على اللغة الفرنسية في المؤسسات الرسمية ونظام التعليم، بينما يتم تعزيز استخدام اللغة الإنجليزية. منذ أواخر عام 2019، أطلقت الجزائر برنامجاً لتطوير تعليم الإنجليزية في مختلف المراحل الدراسية، مما أثار قلق الجانب الفرنسي الذي يرى أن هذه الخطوات تهدد نفوذه الثقافي في الجزائر.
الطائر الرفراف الحلقة 92

أبعاد أعمق للصراع

يعتبر مراقبون أن هذا الاقتراح يتجاوز مجرد البعد اللغوي ليصل إلى أبعاد سياسية وثقافية أعمق، حيث يأتي في ظل أزمة غير مسبوقة بين الجزائر وفرنسا. تسعى الجزائر جادة لاستعادة رموز سيادتها وهويتها الوطنية، بعيداً عن إرث الهيمنة الاستعمارية الذي استمر لعقود. كما تواصل الجزائر مسيرتها نحو تكريس السيادة القانونية والثقافية، من خلال إعادة الاعتبار للغة العربية كركيزة أساسية لهويتها الوطنية.