ازدواجية المعايير في الرياضة العالمية

في ظل الأحداث الجارية، يستمر الرياضيون من الكيان الصهيوني في ممارسة نشاطاتهم الرياضية والمشاركة في المسابقات الدولية وكأن شيئًا لم يحدث، على الرغم من الانتهاكات الفظيعة التي يقوم بها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. هذا السلوك يعكس بوضوح ازدواجية المعايير التي يتبناها المسؤولون في الهيئات الرياضية على مستوى العالم.
هل روسيا ليست مثل "إسرائيل"؟
منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، شهدنا فرض عقوبات صارمة على الرياضة الروسية من قبل المجتمع الرياضي الدولي. شملت هذه العقوبات جميع الرياضات، حيث تم حرمان الأندية والرياضيين الروس من المشاركة في المنافسات القارية والدولية. في المقابل، يبدو أن المجتمع الرياضي، وخاصة الأوروبي، قد أظهر تمييزًا واضحًا عندما منح أوكرانيا حق التعبير عن مواقفها السياسية في المحافل الدولية، مما أعطاها صورة المظلوم في نظر العالم.
أهل فلسطين: لا حقوق لهم؟
في الوقت الذي تغض فيه الهيئات الرياضية الدولية الطرف عن الاعتداءات المستمرة التي يقوم بها كيان الاحتلال الصهيوني، نجد أن هؤلاء المسؤولين يواصلون تجاهل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة على لبنان واليمن وسوريا. على الرغم من النداءات المتكررة لفرض عقوبات على الرياضة "الإسرائيلية"، فإن المسؤولين في العالم يبدو أنهم يرفضون الاستجابة لهذه المطالب.
جبريل الرجوب: صوت المقاومة الرياضية
في مؤتمر صحفي حديث في مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف، ناشد جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، الهيئات الرياضية الدولية بفرض عقوبات على "إسرائيل" حتى تلتزم بالقوانين والمبادئ الدولية. دعا الرجوب إلى ضرورة العزل الرياضي للصهاينة، وفق الاتفاقية الدولية لمناهضة الفصل العنصري في الرياضة، التي تلزم جميع الدول الموقعة بعدم المشاركة الرياضية مع الدول التي تمارس الفصل العنصري.
أنا أم 2 الحلقة 251
الرياضة الفلسطينية: نزيف مستمر
وفقًا لأحدث إحصائيات اللجنة الأولمبية الفلسطينية، استشهد أكثر من 560 رياضيًا، بينهم 250 لاعب كرة قدم، منذ السابع من أكتوبر 2023. كما دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية عدوانه المستمر، 265 منشأة رياضية، بما في ذلك 23 ملعب كرة قدم و35 صالة رياضية.
الغرب والمثالية الزائفة
لطالما ادعت الدول الغربية أنها مثال يحتذى به في الدفاع عن العدالة والمساواة واحترام القانون على الساحة الدولية. إلا أن هذه الادعاءات تتعرض للاختبار عند الحديث عن القضية الفلسطينية، حيث يبرز التباين الكبير بين ما يروج له الغرب نظريًا وما يطبقه فعليًا.