تطورات أزمة الهجرة بين الجزائر وفرنسا

مناقشات مجلس الشيوخ الفرنسي حول اتفاق الهجرة

بدأ مجلس الشيوخ الفرنسي، يوم الثلاثاء، مناقشة مقترح تقدّم به عدد من البرلمانيين من اليمين، يقضي بإلغاء اتفاق الهجرة المبرم مع الجزائر في عام 1968. وقد أُثيرت هذه المناقشة تحت ذريعة أن الاتفاق يمنح الجزائريين وضعًا خاصًا فيما يتعلق بالإقامة والعمل والتجارة في فرنسا.

تزايد التوترات الدبلوماسية

تأتي هذه الخطوة في ظل رفض الجزائر الاستجابة لمهلة حددتها فرنسا لتقديم مقترحات تتعلق بمراجعة الاتفاق، مما أدى إلى تفاقم التوترات الدبلوماسية بين الدولتين. وقد ناقش مجلس الشيوخ الفرنسي الاتفاق في جلسة يوم الأربعاء، حيث أبدى نواب من حزب الجمهوريين (LR) انتقادات لاذعة، واصفين الاتفاق بأنه "غير متوازن تمامًا"، وطالبوا بإلغائه أو تعديله بشكل جذري.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 17

نوايا الحكومة الفرنسية

أكدت الحكومة الفرنسية نيتها إعادة التفاوض بشأن هذا الاتفاق، مع التركيز على تشديد شروط لمّ الشمل العائلي واستقطاب مهاجرين أكثر تأهيلًا. وقد أكد الوزير المكلف بالشؤون الأوروبية، بنجامان حداد، أن موقف الحكومة قد تغيّر بعد تدخل الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي صرّح لصحيفة لوفيغارو بأنه لا ينوي إلغاء الاتفاق، في ردّ مباشر على دعوات رئيس الوزراء ووزير الداخلية الفرنسيين لمراجعته.

الإنذارات والتحديات

كانت فرنسا قد أمهلت الجزائر فترة تتراوح بين شهر وستة أسابيع لاستعادة رعاياها الذين صدرت بحقهم قرارات ترحيل، مهددة بإلغاء الاتفاق إذا لم تستجب الجزائر لذلك. لكن الجزائر رفضت هذا "الإنذار"، وأعربت وزارة الخارجية الجزائرية عن استغرابها من القيود المفروضة على دخول رعاياها الحاملين لجوازات دبلوماسية، مهددة باتخاذ إجراءات مماثلة.

أرقام حول الهجرة غير الشرعية

أوضح حداد خلال النقاشات أن اتفاق عام 1968 لا يتناول الهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى أن إصدار تصاريح المرور القنصلية لترحيل المهاجرين غير النظاميين قد ارتفع بنسبة 42% العام الماضي، لكنه لا يزال غير كافٍ. وأكد أن "الجزائر تخضع في الغالب للقانون العام، وليس لاتفاق استثنائي." كما شدد على سعي الحكومة الفرنسية لإعادة التفاوض على الاتفاق بهدف تقليص الهجرة غير الشرعية.

تعليق العلاقات بين البلدين

يُذكر أن مجلس الأمة الجزائري أعلن في وقت سابق عن تعليق علاقاته مع مجلس الشيوخ الفرنسي، احتجاجًا على الخطوات الفرنسية، مما يعكس عمق الأزمة المتصاعدة بين البلدين.