-

تطورات العلاقات الجزائرية الفرنسية في الأزمة الحالية

تطورات العلاقات الجزائرية الفرنسية في الأزمة الحالية
(اخر تعديل 2025-01-20 16:57:24 )

تطورات العلاقات الجزائرية الفرنسية في الأزمة الحالية

تتباين التصريحات الرسمية الفرنسية بشكل واضح في الأيام الأخيرة فيما يتعلق بالأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا. حيث تشهد الساحة السياسية دعوات متضاربة، تتراوح بين التصعيد والدعوة إلى التهدئة. في هذا السياق، أطلق برونو روتايو، وزير الداخلية الفرنسي، تصريحات قبل يومين أظهرت موقفًا عدائيًا تجاه الجزائر، حيث أكد على ضرورة الرد بقوة وبأساليب تحافظ على كرامة فرنسا.

دعوة للردود القوية

خلال ظهوره على قناة BFMTV، ناشد روتايو رئيسه إيمانويل ماكرون باتخاذ إجراءات دبلوماسية أكثر جرأة لمواجهة الموقف الجزائري. وأوضح قائلًا: "هناك العديد من التدابير التي يمكن لفرنسا اتخاذها ردًا على ما يحدث، مثل التدابير الفردية المتعلقة بالتأشيرات الدبلوماسية، وأخرى جماعية مثل مراجعة قانون الهجرة. يجب على فرنسا اختيار الوسائل المناسبة للرد على العدوانية الجزائرية".

الكبرياء الوطني والتاريخ المشترك

وأضاف روتايو: "أنا أؤيد اتخاذ تدابير قوية، ولكنني لست الشخص الذي يمكنه تنفيذها، بل الرئيس ماكرون. من دون ردود قوية، لن نصل إلى حلول، وعلى الرغم من وجود علاقات بين البلدين، فإن الكبرياء الفرنسي قد جُرح من قبل الجزائر".

ردود فعل متسلسلة

بعد تصريحات روتايو، ظهر جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، على نفس القناة ليُعبر عن رأيه بطريقة غير مباشرة. أكد بارو أن صياغة السياسة الخارجية الفرنسية تتم تحت إشراف رئيس الجمهورية، مشددًا على أن الأمور ليست بسيطة كما يعتقد البعض. وقال: "إنها ليست وصفة معجزة يمكن إزالتها أو إلغائها بسهولة، وإلا لكنا عرفنا ذلك منذ فترة طويلة".

تداعيات الأزمة

من الواضح أن تصريحات بارو جاءت كتحذير لروتايو بضرورة تجنب التصعيد أكثر وتقليل التصريحات العدائية المبالغ فيها تجاه الجزائر. فمثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى أزمة طويلة الأمد تؤثر على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الدولتين.

الرد الجزائري المحتمل

ذكرت قناة BFMTV أن التصعيد الحالي قد يدفع الحكومة الجزائرية للرد أيضًا من خلال تقليص عدد التصاريح القنصلية، بالإضافة إلى إعادة التعاملات التجارية بين البلدين إلى مستويات أدنى، خاصة وأن هذه التعاملات قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في العامين الأخيرين، حيث ارتفعت صادرات الجزائر نحو فرنسا بنسبة 15% بعد تقليص الاعتماد الفرنسي على الغاز الروسي.
القدر الحلقة 21