إن انتشار الإكتئاب بين الناس كإنتشار نزلات البرد في الشتاء..فمجئ اوقات يتدنى فيها المزاج، ويقل فيها الحماس ويضطرب النوم وتضعف الرغبة الجنسية وتقل الشهية للطعام(أو تزيد أحيانا) أمر شائع بين الناس يدل على الإصابة بالإكتئاب. والإكتئاب لا يفرق بين غني وفقير..بدليل أن كثيرا من المشاهير و الأثرياء عانوا من فترات من الإكتئاب أمثال ونستون تشرشل وإبراهام لينكلون. لكن أغلب حالات الإكتئاب تمثل تفاعلا تجاه مواقف مؤسفة أو محبطة ولذا قد يطلق عليها بالإكتئاب الناتج عن فقد عزيز أو هجر حبيب أو الناتج عن مجرد الرتابة اليومية.
لكن هناك حالات من الإكتئاب المرضى التي تختل فيها الكيماويات المؤثرة على المخ والحالة الذهنية..وهذه تستدعى تقديم عقاقير من نوع خاص. وعموما فإن بعض الوصفات والتغيرات البسيطة يمكنها تخفيف حالات الإكتئاب.
علاج الاكتئاب طبيعيا
لسان الثور يخفف الإكتئاب
لسان الثور(Borage ) من الأعشاب المميزة التي ينتشر إستخدامها بين الأمريكيين الأصليين لتخفيف الإكتئاب والحزن..ويؤخذ العشب في صورة شاي يجهز بنقع ملعقة صغيرة من العشب المجفف في مقدار كوب ماء مغلى لمدة 10 دقائق ..ويؤخذ بمعدل ثلاثة أكواب يوميا وبسبب زيادة حالات الإكتئاب أصبح هذا العشب يجهز ويباع في الصيدليات فقد يمكنك الحصول عليه من الخارج.
علاج الاكتئاب بدون دواء
المشي علاج فعال للإكتئاب
مشكلة المكتئب أنه لا يريد أن يتحرك(نقص الطاقة الداخلية) والإستسلام لقلة الحركة يزيد الإكتئاب والعكس صحيح فمبجرد الخروج لممارسة المشي خاصة المشي الجاد في مكان موفور بالهواء النقي يعمل بالمخ مثلما تفعله بعض العقاقير المضادة للإكتئاب حيث ينشط خروج الكيماويات التي تعطينا الإحساس بحسن البقاء “well_being”
فيتامينات يحتاجها مزاجك المكتئب
الإكتئاب ليس وليد الظروف السيئة أو إختلال بعض الكيماويات بالمخ فحسب وإنما قد يرتبط كذلك بنقص بعض المغذيات وأهمها فيتامين ب3 والماغنسيوم والكالسيوم بدليل أن توفير هذه المغذيات يصلح بعض حالات الإكتئاب وقد لوحظ ذلك بين النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل حيث تقلل هذه الحبوب من إمتصاص فيتامين ب3 مما يفسر حدوث الشكوى من الإكتئاب بسبب تناول حبوب منع الحمل.
ولذا يجب توفير هذه المغذيات في حالات الإكتئاب بتناول الأغذية الغنية بها..أو بتناولها في صورة مستحضرات طبية بجرعة يومية تعادل 300مجم من فيتامين ب3 و300مجم من الماغنسيوم و400 و 600مجم من الكالسيوم.
إن الماغنسيوم والكالسيوم يعملان معا على تهدئة الجهاز العصبي وإعتدال الحالة المزاجية..كما أن الماغنسيوم يزيد من إمتصاص فيتامين ب3 الذي يؤثر كذلك على الحالة المزاجية.
الضوء يعالج الإكتئاب
وأحيانا يرتبط حدوث الإكتئاب بأشهر الشتاء المظلمة التي لا تستطيع فيها الشمس إلا نادرا ولذا يسمى هذا النوع بالإكتئاب الموسمي أو إعتلال المزاج الموسميseasonal affective disorder =SAD )
والعلاج في هذه الحالة يكون بكترة الوجود خارج المنزل للحصول على أكبر قدر من النور والإضاءة.
أما الحالات الشديدة فتحتاج للعلاج بمراكز خاصة حيث يتعرض المريض بالإكتئاب لأضواء مشعة واسعة المجال من خلال عدة جلسات للعلاج.
ردد لنفسك عدة مرات:أنا لست مكتئبا
إن ما نوفره لعقلنا من معلومات وإتجاهات يأخذ بها ولذا ينصح المعالج النفسي الفرنسي “إميل كوفي” بأن يردد المكتئب لنفسه كل صباح عدة أفكار إيجابية مثل :”إنني لست مكتئبا ..إنني أشعر بتحسن عن اليوم السابق”.
فجرب أن تؤكد لنفسك أن إكتئابك في زوال ليطيعك عقلك ويأخذ بك في هذا الإتجاه.
خذ “البروزاك” الطبيعي لمقاومة الإكتئاب
من أبرز العقاقير الكيماوية الحديثة لعلاج الإكتئاب عقار بروزاك (Brozac) وقد وجد أن عشبة سان جون وهي نبات أصغر الزهر تحتوي على مركبات فعالة في مقاومة الإكتئاب تشبه تأثير عقار البروزاك وتتميز عنه في خلوها من الأضرار الجانبية ويرى الباحثون أن هذا العشب يقاوم الإكتئاب من خلال عدة تأثيرات من أبرزها ضبط مستوى الكورتيزول(Cortizol ) وهي المادة التي تعين الجسم على مواجهة الضغوط النفسية..وكذلك حدوث تنشيط لإفراز “الدوبامين” (Dopamine) وهو أحد الموصلات العصبية التي ترتبط بحالة الإنتعاش والبهجة ولذا يطلق عليه: هرمون البهجة(pleausure hormone ).
كيف تحصل على هذا العشب؟
هذا العشب الغربي أنتجته بعض شركات الدواء في صور مختلفة كالكبسولات والخلاصة المركزة والشاي.
وعادة تؤخذ الكبسولات بجرعة متزايدة حتى تصل إلى تناول كبسولة بجرعة 300مجم بمعدل ثلاث مرات يوميا ويجب الإنتظام على تناول العشب لفترة تتراوح مابين 3 و4 أسابيع للحصول على تأثير واضح.