-

إشادة نقدية بالفيلم الجزائري “ما فوق الضريح”

إشادة نقدية بالفيلم الجزائري “ما فوق الضريح”
(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

فاز الفيلم الجزائري “ما فوق الضريح” لِلكاتبين كريم بن صالح وجمال بلماهي بجائزة أفضل سيناريو في المسابقة الرسمية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الثالثة.

ويشي الفيلم الجزائري “ما فوق الضريح” للمخرج كريم بن صالح المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، بميلاد بمخرج كبير، قدّم فيلما بأسلوب سينمائي فائق الإتقان وعبر قصة بسيطة مبنية على تحولات درامية سلسلة، يلامس هواجس فئة من المهاجرين الجزائريين في فرنسا خاصة الطلاب منهم وما يكابدونه من مشاكل تتعلق في المقام الأول بتهجيرهم.

الملفت في فيلم “ما فوق الضريح”، إضافة إلى التمثيل الجيد خاصة من طرف البطل حمزة مزياني وعبد القادر أفاك، هو الكتابة الجيدة، التي تعكس ذكاء مخرج وتمكنه من أدواته السينمائية وحبكة القصة خاصة في جزئية الانتقال المبهر من الجزء إلى الكل دون تأثر البناء السردي للعمل.

“ما فوق الضريح” فيلم يدور حول قصة شاب يدعى “سفيان” ابن لدبلوماسي جزائري، كان بعد نفسه ليتولى منصبًا مماثلًا لأبيه عندما ينتهي من دراسته في فرنسا، ولكن تنقلب الأحوال عندما يصبح مهددا بالخروج من فرنسا وإنهاء إقامته، ويكون السبيل الوحيد للبقاء البحث عن عمل، ليضطر إلى قبول وظيفة مساعد حانوتي يقوم بتغسيل الموتى على الطريقة الإسلامية، ليعيش تجربة تغير مفهومه للحياة، ويكتشف نفسه من جديد.

عن معالجته لتيمة العلاقة بين الموت والحيا وربطها بالمفاهيم الإسلامية، يقول كريم بن صالح في تصريحات صحافية بأنه كان متأثرا جدا بالطريقة التي يتعامل بها الدين الإسلامي مع الموت بتواضع كبير، فالإسلام يتعامل مع الموت بطريقة رقيقة ومطمئنة، وفكرة أن الحياة ليست باقية، البعض يرى الموت أمر مرعب لكن الإسلام يصوره على أنه غير مخيف بالعكس هو جزء من الحياة، وكلها أمور حاولت إظهارها في الفيلم، كذلك رغبت في نقل كيف يتعامل الحانوتي أو المُغسل مع الأموات والجسم الموجود أمامه، وكيف تكتشف الشخصية الرئيسية في العمل نفسها.

ويضيف بن صالح أن تعامل الإسلام مع الموت به تقبل كبير وأكبر دليل أن المسلمين يتم وضعه في الكفن ثم يُدفنون وهنا تطل فكرة أن الإنسان يرجع للأرض ويدخل في دائرة الحياة مرة أخرى، وهو أمر مطمئن.

وفي تصريحات لبطل الفيلم حمزة مزياني لبوابة روز اليوسف المصرية، يقول إنه سعيد بردود الفعل التي عقبت عرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث تفاعل الجمهور بشكل لافت، وطرح الكثير من الأسئلة التي تثبت شغفهم بالقصة وطريقة تنفيذها، وعن التحضيرات التي قام بها من أجل قيامه بهذا الدور قال أن الفيلم كان مرشح له بطل آخر، وأنه لم يحصل على الدور إلا قبل 20 يوما من التصوير، لذلك كان أمامه وقت قصير جدا من أجل التحضير، وكان يتعين عليه في تلك المدة القصيرة أن يتعلم الحديث بـ 3 لغات (الإنجليزية، والإيطالية، والإسبانية) كما كان عليه أن يتعلم العزف على البيانو، بالإضافة إلى المجهود الذي بذله من أجل أن يتقن مهارات عدة تتعلق بطريقة الدفن والتكفين وتغسيل الموتى، وقد ساعده في ذلك وجود حانوتي معه يدعى “مهدي” كان يرشده لما يجب أن يفعله، بالإضافة إلى إرشادات المخرج كريم بن صالح التي كان لها أبلغ الأثر في أن يظهر الفيلم بهذا الشكل المتميز.

وعن الصعوبات التي واجهها أثناء الفيلم قال حمزة أن أصعب ما في الأمر هو شعوره بأنه يواجه الموت يوميا، وكان عليه أن ينقل تلك الأحاسيس بصدق، مشيرا إلى أنه لا يوجد مشهد بعينه يمكن يعتبره من أصعب المشاهد، لأن “سفيان” في الفيلم كان شخص ضائع، يشرب الخمور والمخدرات، ثم تحولت حياته بعدما امتهن هذه المهنة وتحمل المسؤولية، ولكل مشهد من المشاهد في المرحلتين صعوبته.

وائل بن أحمد