جنون السرعة قبل الإفطار يرفع معدلات حوادث
تشهد الطرقات الجزائرية، يوميا حوادث مرور مميتة، ومع حلول شهر رمضان يرتفع مؤشر هذه الحوادث، ولعل من أهم أسبابها السرعة المفرطة خصوصا قبل موعد الإفطار.
ساعة الموت
المتنقل في الطرقات يلحظ جليا هذه الظاهرة، وخصوصا مع الساعة الأخيرة التي تسبق آذان المغرب، حيث تصبح النرفزة والسرعة المفرطة السمة البارزة، وهو ما يفقد السائقين تركيزهم من جهة والتحكم في المركبة من جهة أخرى، فهمُّ السائق يصبح الوصول قبل موعد الإفطار، ما ينسيه خطورة السرعة التي يقود بها، ما قد يؤدي إلى حوادث مميتة في كل مرة.
حصيلة مرعبة
كشفت مصالح الحماية المدنية عن حصيلة مرعبة لحوادث المرور خلال 24 ساعة الأخيرة، حيث سجلت 9 وفيات و 116 جريح في 99 حادث مرور خلال هذه الفترة.
وأكبر حصيلة في حادث واحد خلف وفاة 04 أشخاص و إصابة إثنين أخرين، إثر اصطدام بين سيارة وشاحنة بورقلة، على مستوى الطريق الوطني رقم 53أ، في حين تسبب حادث مرور خطير، الجمعة، في مقتل شخصين بولاية سكيكدة.
أسباب الحوادث
أكد الخبير في السلامة المرورية الدولية سلامة كواش أن شهر رمضان يعد ذروة حوادث المرور، ودعا إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر خلال السياقة واستعمال الطرقات.
وتوقع كواش في تصريح لمنصة أوراس ارتفاع أكثر لحوادث المرور في الأيام القادمة من الشهر الفضيل، مرجعا السبب إلى: “التقلبات الجوية بالإضافة إلى عامل الصيام، والذي يؤثر ارتباطهما على وقوع حوادث الطرقات”.
وأضاف قائلا: “يشهد شهر رمضان نشاطا اقتصاديا مكثفا وحركية تجارية كبيرة، ما يؤدي إلى حركية كبيرة لنقل البضائع بينما السائقون صائمون، وهو ما يضعف قدراتهم في التحكم، ولذلك نشهد عديد الحوادث للشاحنات والحافلات بسبب عدم مراعاتهم لجانب الإرهاق والتعب”.
ويرى الخبير في السلامة المروية في حديثه لأوراس أن الجانب الإجتماعي يؤثر أيضا على ارتفاع حوادث المرور، على غرار زيارات المتبادلة لغرض الإفطار، والتنقلات المكثفة لمختلف المناطق من أجل زيارة الأهل خلال السهرات الرمضانية.
قلة النوم
كما أن الجانب النفسي له علاقة مباشرة بالحوادث في رمضان، وفي هذا السياق يوضح سلامة كواش: “قدرات السائق تنخفض بسبب تغير الساعة البيولوجية والغذائية للسائق، من خلال قلة النوم و تراكم النعاس قد يؤدي إلى النوم خلف المقود، مع العلم أن السياقة مع قلة النوم تساوي سياقة في حالة سكر، حيث أن السائق الذي يقود لأكثر من 17 ساعة تصبح نسبة الكحول في الدم 0.5غ/ل، فيما ترتفع عند السائق الذي يقود لأكثر من 24 ساعة دون نوم إلى 1 غ في اللتر، مع العلم أن النسبة المسموح بها هي 0.2غ/ل”.
الصيام
ويرى الخبير في السلامة المروية أن الصيام يعد عاملا مؤثرا في وقوع حوادث المرور، موضحا أن: “الصيام يتسبب في إرهاق كبير للسائقين وانخفاض نسبة السكر في الدم، والانخفاض يزداد حدة في الساعات الأخيرة من الصيام، أي مع اقتراب موعد آذان المغرب، ولهذا نلاحظ وجود شجارات وانفعالات السائقين، وتوتر كبير في الطرقات قبل دقائق من آذان المغرب، ما يؤدي إلى التجاوزات الخطيرة والسرعة المفرطة التي تؤدي إلى حوادث مرورية أليمة”.
ذروة الحوادث
وأكد كواش أن ذروة وقوع حوادث المرور خلال شهر رمضان الفضيل تكون غالبا نصف ساعة قبل آذان المغرب، أو ساعة كأقصى تقدير، وهذا نظرا للتجاوزات الخطيرة والسرعة المفرطة التي يستخدمها السائقون خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى الاختناقات المروية التي تظهر خلال هذه الفترة”.
نقاط سوداء
وأشار كواش إلى أن ولايات الوسط ووسط شرق والجنوبية تعد مناطق تمركز حوادث المرور خلال شهر رمضان الفضيل، وكذا طبيعة الطرقات والنشاط الاجتماعي والاقتصادي في هذه المناطق، بالإضافة إلى نوعية المركبات التي تستغل والتي تغيب فيها قواعد السلامة المروية.
وختم الخبير دعوته للمواطنين بضرورة الحيطة والحذر والعمل بقواعد السلامة المروية قصد التقليل من حوادث المرور خلال هذا الشهر الفضيل.