الجدل حول كتاب هادية بن ساحلي في الجزائر

جدل واسع حول كتاب "الجزائر اليهودية"

أحدث كتاب "الجزائر اليهودية.. أنا الآخر الذي أعرفه قليلا"، الذي ألفته الكاتبة المتميزة هادية بن ساحلي، ضجة كبيرة في الأوساط الثقافية والإعلامية. فقد كان هذا الكتاب محور اهتمام واسع، مما أدى إلى اتخاذ السلطات الجزائرية إجراءات صارمة تزامناً مع صدوره.

إجراءات السلطات الجزائرية

كشفت تقارير إعلامية عن قيام السلطات الجزائرية بعمليات تفتيش دقيقة في المكتبات، حيث تمت مصادرة الكتاب في العديد من الأماكن. كما استجوبت الجهات المختصة المسؤولين في دار نشر "فرانز فانون"، التي قامت بنشر الكتاب، بالإضافة إلى المشرفين على "مكتبة شجرة الأقوال" في العاصمة الجزائرية، وذلك بشأن توزيع الكتاب وتنظيم الندوات المتعلقة به.

استجوابات حول المسؤوليات

بحسب المصدر ذاته، طالت الاستجوابات أيضاً لجنة إسناد الترقيم في المكتبة الوطنية الجزائرية، حيث تسعى السلطات لتحديد المسؤوليات المتعلقة بعملية طبع وتوزيع الكتاب. وقد تم تشكيل لجنة يقظة من قبل وزارة الثقافة الجزائرية لمتابعة هذا الأمر الشائك.

إلغاء الندوات المخططة

في سياق متصل، قامت مكتبة "أقوال الشجرة" بإلغاء الندوة التي كانت مقررة للكاتبة يوم السبت المقبل. كما تم إلغاء ندوة أخرى في مكتبة "الشيخ" بتيزي وزو، والتي كانت مقررة يوم الخميس الماضي، مما يثير التساؤلات حول أسباب هذه الإلغاءات.

ردود الفعل من المكتبات

نفت الهيئة المشرفة على مكتبة "أقوال الشجرة" في الجزائر، في تصريح لمنصة "العربي الجديد"، أي ضغوطات من السلطات على المكتبة، مؤكدة أن قرار الإلغاء جاء بشكل داخلي وليس بناءً على طلب أو أمر من أي جهة رسمية.

من هي هادية بن ساحلي؟

تعتبر هادية بن ساحلي كاتبة جزائرية بارزة، حيث تنحدر من مدينة التنس في ولاية الشلف. حصلت على شهادة الماجستير في الأدب من جامعة الجزائر العاصمة، بالإضافة إلى شهادة أخرى في تعليم اللغات والثقافات من جامعة السوربون في باريس.

إنجازات أدبية مميزة

في عام 2019، حصلت الكاتبة على جائزة يمينة مشاكرة عن روايتها الأولى "Orages"، وقد تأهلت إلى المرحلة النهائية لجائزة محمد ديب في عام 2022 بروايتها الثانية "Lâgonisant"، التي تتناول حياة الرسام النمساوي الشهير إيغون شيله.

خاتمة

يبقى كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هادية بن ساحلي محور جدل كبير، حيث تثير القضايا الثقافية والسياسية المحيطة به تساؤلات عديدة حول حرية التعبير في الجزائر، وما إذا كانت هذه الإجراءات تعكس حالة من الرقابة على الفكر والآراء الأدبية.