-

تحديات العلاقات الفرنسية الجزائرية

تحديات العلاقات الفرنسية الجزائرية
(اخر تعديل 2025-01-16 09:19:21 )

تعيش فرنسا في خضم حالة من التخبط والارتباك المستمر، حيث تتصاعد الاستفزازات من قبل اليمين المتطرف والحكومة الفرنسية تجاه الجزائر، مما يثير حفيظة الكثير من المثقفين الفرنسيين الذين يدعون إلى ضرورة التهدئة والتعقل في التعامل مع هذا الملف الحساس.

دعوات للتهدئة

تعد النائبة البرلمانية ماتيلد بانوت، من حزب "فرنسا الأبية"، واحدة من أبرز الأصوات التي تعبر عن الحاجة الملحة لتهدئة العلاقات مع الجزائر. فهي تنتقد بشدة الحملة المغرضة التي تُشن ضد الجزائر، وتدعو إلى العودة إلى الحوار المبني على الاحترام المتبادل.

انتقادات حادة لوزير الداخلية

في جلسة لمناقشة السياسة العامة، وجهت بانوت انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، بسبب التصريحات العنصرية التي أدلى بها وزير الداخلية، برونو ريتيليو، والذي أهان المواطنين الفرنسيين بعبارة "أوراق فرنسية". واعتبرت بانوت أن ريتيليو لا يعدو كونه مجرد محرّض يسعى لإشعال الفتنة بين الشعبين.

العلاقات التاريخية بين الشعبين

وأشارت بانوت إلى أن الشعبين الفرنسي والجزائري مرتبطان بعلاقات طويلة الأمد قائمة على المودة والأخوة، وتساءلت: "من يظن برونو ريتيليو أنه يمكن أن يُحدث توتراً لا يُطاق بين ملايين الفرنسيين الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الجزائر؟".

أهمية العلاقات مع الجزائر

كذلك، انتقدت كاترين تريكو، مديرة مجلة "Regards"، التصريحات الاستفزازية التي أطلقها وزير الداخلية، مشددة على أهمية العلاقات مع الجزائر. وأوضحت في إحدى البرامج التلفزيونية أن حوالي ربع المواطنين الفرنسيين لهم علاقات مباشرة مع الجزائر، وهو أمر لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه.

تحديات معقدة

تطرقت تريكو إلى قضية ترحيل الأفراد، مشيرة إلى أن هذه المسألة معقدة ولا يمكن أن تحدث دون اتفاق مسبق مع الجزائر، حيث جرى طرد أحد المؤثرين من فرنسا وإعادته إلى الجزائر، مما أدى إلى تفاقم العلاقات بين البلدين.

دعوة إلى الاحترام

في ختام حديثها، دعت تريكو فرنسا إلى التحلي بالهدوء وتحسين علاقاتها مع العالم، مشددة على ضرورة التعامل مع الدول الأخرى بمزيد من الاحترام والاهتمام، والتوقف عن سياسة استعراض القوة والتهديد.


محمد الفاتح مترجم الحلقة 26