تُعرِّف منظمة الصحة العالمية العقم عند الذكور بأنه عدم قدرة الرجل لمدة عام على الجماع المنتظم (مرة واحدة على الأقل في الأسبوع) دون استخدام موانع الحمل لإنجاب طفل بمفرده. في معظم الحالات ، من السهل علاج هذا العقم – يكفي زيارة أخصائي متخصص والقضاء على الأسباب التي “تعيق” الحمل. لكن في بعض الأحيان يواجه الرجال أمراضًا أكثر خطورة تتطلب عمليات جراحية وإجراءات معقدة.
و يرتبط العقم عند الرجال بشكل عام، بمدى فعالية انتاج الحيوانات المنوية، بحيث يكون عددها قليلا جدا مما يقلل من إمكانية إخصاب أحد الحيوانات المنوية للبويضة، أو لأن شكلها غير طبيعي، أو لأن هناك خلل يمنع نقل الحيوانات المنوية من الجهاز التناسلي إلى البويضة.
وفي هذا المقال سنتعرف على أسباب العقم عند الرجال.
اسباب العقم عند الرجال
هناك العديد من اسباب العقم عند الرجال نذكر منها مايلي:
دوالي الخصية (Varicocele)
وهي وذمة في الأوردة التي تُصرف الدم من الخصية، حيث أن الأوردة ضرورية للحفاظ على درجة حرارة الخصية المنخفضة عن درجة حرارة بقية الجسم. عندما يحدث الانسداد ترتفع حرارة الخصية، فتقل قدرة الخلايا المنوية على الحركة.
أجسام مضادة للحيوانات المنوية
تختلف الخلايا المنوية كثيرًا عن غيرها من الخلايا في الجسم، ولذلك هناك نظام يُسمى الحائِلُ الدَّمَوِيُّ الخُصْوِيّ (Blood Testis Barrier) الذي يمنع مهاجمة الخلايا المنوية من قبل النظام المناعي، علمًا أنه بعض الناس الذين يولدون لديهم أجسام مضادة للخلايا المنوية تنخفض معدلات الخصوبة عندهم.
اضطرابات هرمونية
يعتمد إنتاج خلايا الحيوانات المنوية على تحفيز هرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH) من غدة تحت المهاد (Hypothalamus)، والغدة النخامية، والخصية ذاتها، وغيرها من الهرمونات. يُمكن أن يؤدي نقص في الهرمونات إلى اضطراب في إنتاج الحيوانات المنوية.
عدم نزول الخصيتين
لا يتم لدى بعض الرجال نزول خصية واحدة أو كلتيهما إلى كيس الصفن في الوقت المناسب للنمو مما يؤدي إلى تطوير وظيفة غير طبيعية للخصية.
مرض السرطان
إن التعرض للأشعة من أجل علاج مرض السرطان يندرج ضمن قائمة أسباب العقم عند الرجال في بعض الأحيان، كما قد يُسبب العلاج الكيميائي للسرطان العقم أيضًا، إذ تؤدي العلاجات التي تستخدم في علاج مرض السرطان في إحداث خلل في إنتاج الحيوانات المنوية بشكل كبير.
الأمراض الوراثية
ومنها متلازمة كلاينفلتر،وهي حالة يُولد فيها الذكور بكروموسوم X زائد، ما يؤثر في بعض السمات الجنسية للرجل، فينخفض عدد الحيوانات المنوية، ويصغر حجم القضيب والخصيتين، وقد يقل الدافع الجنسي لديه أيضًا.
تشوهات الحيوانات المنوية (تراتوزوسبيرميا)
هي حالة يكون فيها عدد كبير جدًا من الحيوانات المنوية في السائل المنوي مشوهة أو غير مكتملة التكوين، فلا تتمكن من السباحة إلى البويضة أو لا تكون قادرة على تخصيبها.
وجود الأورام المختلفة في الجسم
بحسب البيانات، فإن جميع أنواع الأورام السرطانية وغير السرطانية تؤثر على الأعضاء التناسلية الذكرية من خلال الغدد التي تفرز هرمونات الذكورة مثل الغدة النخامية. ينبغي العلم باحتمال تأثّر خصوبة الرجل بالعلاج الکیميائي أو العلاج الإشعاعي بالإضافة إلى العملیات الجراحية الخاصة.
العادات غير الصحية
تعاطي المخدرات والكحول والتدخين من الأسباب الرئيسية لحدوث العقم.
العجز الجنسي
أي مشكلة تتسبب في عدم قدرة الرجال على إتمام العلاقة الحميمة والقذف مثل ضعف الانتصاب قد ترتبط بتأخر الحمل، كذلك في حالات مثل سرعة القذف الشديدة التي يقذف فيها الرجل قبل الإيلاج أو القذف الرجعي (حالة يعود فيها السائل المنوي للمثانة بدلًا من الخروج عبر القضيب). بعض أنواع العدوى، مثل: الإصابة بفيروس النكاف بعد سن البلوغ، أو الالتهاب الناجم عن أحد الأمراض المنقولة جنسيًا.
انخفاض عدد الحيوانات المنوية
يعتبر عدد الحيوانات المنوية التي تقل عن 15 مليون نسمة نسبة منخفضة.
الحيوانات المنوية غير الطبيعي
الحيوانات المنوية قد يكون لها شكل غير عادي، مما يجعل من الصعب علبها التحرك وتخصيب البويضة.
القذف إلى الوراء
يحدث عندما يذهب السائل المنوى بطريقة خاطئة، في المثانة.
انسداد نقل الحيوانات المنوية
من أسباب العقم الناجمة عن انسداد نقل الحيوانات المنوية ما يأتي:
- العدوى.
- بعض مشاكل غدة البروستاتا.
- غياب الأسهر (بالإنجليزية: Absence of vas deferens). قطع الحبل المنوي (بالإنجليزية: Vasectomy).
العمليات الجراحية
قد تتسبّب بعض العمليّات الجراحيّة بالعقم لدى الرجل مثل قطع الحبل المنويّ (بالإنجليزية: Vasectomy)، وعمليّات تصحيح الفتق الإربيّ، وعمليّات غدّة البروستات، بالإضافة إلى عمليّات البطن الكبيرة، وغيرها من العمليّات الجراحيّة التي يرتفع فيها خطر حدوث ضرر في الجهاز التناسليّ الذكريّ.
الخصية الهاجرة
تُعرَف أيضاً بالخصية المعلّقة والخصية غير النازلة (بالإنجليزية: Undescended testicles)، ويحدث هذه الاضطراب نتيجة عدم انتقال إحدى الخصيتين أو كلتيهما من منطقة البطن حيثُ يتمّ تطورهما أثناء الحمل، إلى كيس الصفن قبل موعد الولادة، وتجدر الإشارة إلى أنّه في العديد من الحالات تنتقل الخصية الهاجرة إلى مكانها الطبيعيّ خلال السنوات الأولى من الولادة، أمّا في حال عدم انتقالها مع عدم اتّخاذ الإجراءات العلاجيّة المناسبة فقد يؤدي ذلك إلى اضراب في وظائف الخصيتين.
قصور الغدد التناسلية الثانوي
إنّ الإصابة بقصور الغدد التناسليّة الثانويّ يحدث نتيجة اضطراب في عمل الغدّة النخاميّة، أو منطقة تحت المهاد في الدماغ، ممّا يؤدي إلى انخفاض مستوى الهرمونات التي تحفز الخصيتين على إنتاج هرمون التستوستيرون، وبشكلٍ طبيعيّ يتمّ إنتاج الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسليّة (بالإنجليزية: Gonadotropin-releasing hormone) واختصاراً GnRH من منطقة تحت المهاد، والذي بدوره يعمل على تحفيز الغدّة النخاميّة على إنتاج الهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone) واختصاراً FSH، والهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) واختصاراً LH، ممّا يؤدي إلى تحفيز إنتاج هرمون التستوستيرون من الخصيتين، لذلك فإنّ أيّ اضطراب في هذه السلسلة من الهرمونات ينجم عنه اضطراب في إنتاج التستوستيرون من الخصيتين
الاضطرابات الكروموسومية
بعض الاضطرابات الكروموسومية أو الجينية تؤثر في خصوبة الذكر مثل: متلازمة كلاينفلتر (بالإنجليزية: Klinefelter s syndrome) والتي تحدث نتيجة اضطراب في الجينات المسؤولة عن الصفات الجنسيّة لدى الرجل، حيثُ يمتلك الرجل بشكلٍ طبيعيّ واحداً من كل من الصبغيّ X والصبغيّ Y، أمّا في حال الإصابة بمتلازمة كلاينفلتر فيمتلك الرجل المصاب أكثر من نسخة من الصبغيّ X ونسخة واحدة من الصبغيّ Y، ممّا يؤدي إلى اضطراب في نمو الخصيتين، وانخفاض قدرة الخصيتين على إنتاج التستوستيرون.
العقم مجهول السبب
يتمّ تصنيف نسبة كبيرة من حالات العقم لدى الرجال تتراوح بين 40-50% ضمن العقم مجهول السبب،[٢] ففي العديد من حالات العقم لدى الرجال لا يمكن تحديد المسبّب الرئيسيّ للعقم واضطراب نتائج تحليل عينة السائل المنوي للرجل على الرغم من التقييم الدقيق لجميع الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالعقم، ومن الجدير بالذكر أيضاً وجود حالات تكون فيها نتائج تحليل السائل المنويّ للرجل طبيعيّة والمرأة لا تعاني من أيّة من المشاكل الصحيّة الظاهرة التي قد تؤثر في خصوبتها إلّا أنّ الحمل لا يحدث.
الإصابة بالتليّف الكيسيّ (بالإنجليزية: Cystic fibrosis)
والذي يتمثل بإنتاج الجسم لمخاط سميك للغاية، وعلى الرغم من أنّ هذه الحالة تؤثر في الرئتين بشكلٍ أساسيّ، إلا أنّها قد تؤثر في الأسهر (باللاتينية: Vas deferens).
العمر
إذ إنّ خصوبة الرجل تنخفض ببلوغ الرجل أربعين عاماً، وكذلك هناك عوامل أخرى تزيد خطر إصابة الرجل بالعقم كالتعرّض للمبيدات الحشرية، وشرب الكحول، والضغط النفسيّ، والمعاناة من زيادة الوزن أو السمنة.
ألم أو تورم في الخصيتين
هناك العديد من الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى ألم أو تورم في الخصيتين، وكثير منها يمكن أن يؤدي إلى العقم.
صعوبة الحفاظ على الانتصاب
ترتبط قدرة الرجل في الحفاظ على الانتصاب بمشاكل هرمونية، قد ينتج عن ذلك انخفاض في مستوى الهرمونات، مما قد يؤدي إلى العقم.
صعوبة القذف
تكون عدم القدرة على القذف علامة على ضرورة زيارة الطبيب لمعرفة السبب.
الأمراض المنقولة جنسيا
يمكن أن تسبب الالتهابات التناسلية مثل الكلاميديا والسيلان العقم لدى الرجال، إلا أن هذه المشاكل يمكن حلها في كثير من الأحيان عن طريق علاج العدوى.
ارتفاع درجة حرارة الخصیتین
يؤدي ارتفاع درجة حرارة الخصيتين إلى ضعف في إنتاج الحيوانات المنوية وفي وظيفتها، فاستخدام حمامات البخار أو أحواض الاستحمام الساخنة بشكل متكرر يقلل عدد الحيوانات المنوية بشكلٍ مؤقت. كما يؤدي الجلوس لفتراتٍ طويلة أو ارتداء الملابس الضيقة إلى انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية وبالتالي يؤدي إلى العقم عند الرجل.
