دعوة لتقييد استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري

دعوة الجزائر لتقييد استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري

في خطوة جديدة تعكس التزام الجزائر بالجوانب الإنسانية والأخلاقية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، دعا السفير عمار بن جامع، ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى ضرورة وضع إطار قانوني ملزم يهدف إلى منع أي استخدام خاطئ للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، والذي قد يتعارض مع مبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني. جاءت هذه الدعوة خلال كلمته التي ألقاها في اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك، حيث أكد على أهمية عدم اعتبار القانون الدولي خياراً بل هو ضرورة ملحة في ظل التطورات التقنية السريعة.

أهمية القانون الدولي في عصر الذكاء الاصطناعي

شدد السفير بن جامع على أن ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ العمل الإنساني وحقوق الإنسان ليست مجرد اقتراحات، بل تشكل الأساس لأي تطبيق عسكري للذكاء الاصطناعي. حيث أن احترام هذه المبادئ يعد أمراً لا يمكن التهاون فيه، خاصة في ظل التحديات التي يفرضها هذا المجال الجديد.

نجاح الجزائر في مكافحة الجريمة السيبرانية

تطرق بن جامع إلى الإنجازات التي حققتها الجزائر في هذا السياق، مشيراً إلى اتفاقية دولية شاملة تم اعتمادها هذا العام لمكافحة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض إجرامية، مما يبرز قدرة الجزائر على قيادة المبادرات الدولية في هذا المجال.

تدابير لتعزيز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي

أشار السفير إلى أنه يجب علينا أن نكون حذرين من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة عدم المساواة أو التسبب في مخاطر أمنية. بدلاً من ذلك، يجب علينا استغلال هذه التكنولوجيا من أجل تعزيز السلام والأمن والتنمية في جميع الدول. وفي هذا الإطار، اقترح عدة تدابير هامة تشمل:

• إنشاء آليات دورية شاملة تعنى بالخبرة الأمنية في مجال الذكاء الاصطناعي، تتيح للدول النامية المشاركة بشكل متكافئ في صنع المستقبل.
• تطوير إطار عالمي للذكاء الاصطناعي يضمن التوازن بين السيادة الوطنية والتعاون الدولي.
• إطلاق برامج لبناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أن المعرفة تمثل أداة البقاء في عصر التكنولوجيا.
• وضع بروتوكولات شفافة تضمن سلامة استخدام الذكاء الاصطناعي، لأن الشفافية أصبحت ضرورة في العصر الرقمي.
• بناء بنية تحتية رقمية قوية ودعم الدول النامية في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، لأن تأخر أي دولة عن هذه الثورة ليس خياراً مقبولاً.

خاتمة

إن دعوة الجزائر لتقييد استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري تعكس وإدراكاً عميقاً للتحديات الحالية والمستقبلية، وتؤكد على أهمية التعاون الدولي لضمان استخدام هذه التكنولوجيا في خدمة الإنسانية بدلاً من تعميق الفجوات وعدم المساواة. إن العمل متعدد الأطراف ليس فقط ممكناً، بل هو أيضاً أمر حتمي لتحقيق سلام دائم وتنمية مستدامة.