دعوة لإصلاحات جذرية في الانتخابات الجزائرية

نداء يوسف أوشيش: دعوة لتحقيق شامل حول الانتخابات

طالب الأمين الوطني لجبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، خلال ندوة صحفية عُقدت اليوم الأربعاء، بفتح تحقيق معمق حول كيفية تنظيم العملية الانتخابية، بالإضافة إلى إعلان النتائج المؤقتة من قِبل السلطة الوطنية للانتخابات. يبدو أن الحاجة إلى الشفافية والمصداقية أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، حيث تتزايد التساؤلات حول نزاهة الانتخابات.

انتخابات مبكرة: خطوة نحو الشرعية

أشار أوشيش إلى أهمية إجراء انتخابات محلية وتشريعية مبكرة قبل نهاية النصف الأول من عام 2025. هذه الخطوة تهدف إلى منح شرعية جديدة للمجالس المنتخبة، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، في إطار العهدة المقبلة. ويبدو أن هذه الدعوة تعكس رغبة ملحة في تجديد الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم.

إعادة تأهيل المشهد السياسي

أكد أوشيش على ضرورة أن تسبق هذه الانتخابات عملية إعادة تأهيل شاملة للمشهد السياسي. وأشار إلى أن مراجعة قانون الأحزاب السياسية، إلى جانب إجراء مراجعة عميقة لقوانين البلدية والولاية، بالإضافة إلى القانون الانتخابي، يجب أن تكون من أولويات المرحلة الحالية. الهدف هنا هو تشجيع بروز تمثيل ديمقراطي حقيقي يعكس إرادة الشعب.

تحديد المسؤوليات في نتائج الانتخابات

وفيما يتعلق بالنتائج المتناقضة التي ظهرت، فقد شدد أوشيش على ضرورة أن تتخذ السلطات إجراءات صارمة لتحديد المسؤوليات ومعاقبة المتورطين في التلاعبات التي شوهت المسار الانتخابي وأضرت بصورة البلاد. إن هذه الخطوات تعتبر ضرورية لاستعادة الثقة المفقودة.

إصلاح السلطة الوطنية للانتخابات

كما أكد على الحاجة إلى إصلاح عميق للسلطة الوطنية للانتخابات لضمان استقلاليتها وشفافيتها في الانتخابات المقبلة. وقد أشار إلى أن التناقضات التي شهدتها نتائج الانتخابات كانت ضربة لمصداقية العملية الانتخابية، مما أثر سلبًا على ثقة المواطنين في المؤسسات الدستورية وزاد من مطالبهم بضرورة إرساء دولة القانون.

الإرادة الشعبية وتحديات الانتخابات

أوضح أوشيش أن الهيئة المستقلة للانتخابات قد تجاهلت الإرادة الشعبية من خلال نشر أرقام متناقضة مع محاضرها. كما أشار إلى الغموض المتعلق بحساب نسبة المشاركة والخروقات الجسيمة التي تم رصدها في عدة مراكز اقتراع بالتواطؤ مع الإدارات المحلية.

تحقيق الأهداف المجتمعية

وفي سياق آخر، أكد أوشيش أن الحزب نجح في ترسيخ وجوده كقوة سياسية معارضة، وأعرب عن عزيمته القوية لتحقيق الأهداف السامية لمشروعه المجتمعي. تعهد بمواصلة نضال الحزب من أجل جزائر حرة، ديمقراطية واجتماعية، مع التركيز على بناء حزب قوي يمتلك المؤهلات اللازمة للحكم.

دعوة للتوحد من أجل التغيير

كما دعا أوشيش إلى إنشاء قطب وطني وديمقراطي واسع، مشددًا على ضرورة انضمام جميع فئات المجتمع إلى نضال جماعي لإعادة الاعتبار للعمل السياسي وتكريس التغيير المنشود. إن هذه الدعوة تأتي في وقت حساس، حيث يسعى الجميع إلى مستقبل أفضل.
أرض الحب الجميل الحلقة 1

قرارات جريئة لمستقبل الجزائر

ومع اقتراب الذكرى السبعين لثورة نوفمبر المجيدة، دعا أوشيش رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى اتخاذ قرارات سياسية جريئة من شأنها إرساء مناخ من التهدئة والانفتاح الديمقراطي. كما طالب بإصدار عفو رئاسي عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، بالإضافة إلى إلغاء المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، مما يعكس روح المصالحة الوطنية.