إضراب بوعلام صنصال عن الطعام في السجن

تفيد التقارير الواردة من وسائل الإعلام الفرنسية بأن الروائي الجزائري المعروف، بوعلام صنصال، قد بدأ إضرابًا عن الطعام داخل زنزانته. هذه الخطوة تعكس الوضع الصعب الذي يعيشه الكاتب، الذي حُبس في الجزائر العاصمة منذ نوفمبر 2024 بتهمة "المساس بوحدة التراب الوطني".
توقيف الكاتب ومطالبه القانونية
وفقًا لما ذكرته صحيفة "لو فيغارو"، تلقى صنصال في يوم الإثنين الموافق 17 فبراير زيارة من أشخاص اقترحوا عليه الاستعانة بمحامي فرنسي "غير يهودي"، وذلك لتسهيل مهمة الدفاع عنه في قضيته المعقدة. وقد أثارت هذه المطالب استغراب الكثيرين، حيث يعكس الوضع حجم الضغوطات التي يتعرض لها الكاتب.
الصحة تحت التهديد
في تصريحات صحفية، أشار المحامي فرانسوا زيميراي، الذي يتولى قضية صنصال، إلى أن موكله يعاني من مرض "السرطان". وقد أكد المحامي في حديثه لإذاعة France Inter أن الكاتب، الذي يتجاوز الخمسين من عمره، يُعاني من نوع سرطان يصيب الرجال في مرحلة معينة من حياتهم، مما يزيد من خطورة حالته الصحية في ظل الظروف القاسية التي يواجهها في السجن.
تهم خطيرة تلاحق صنصال
تم توقيف بوعلام صنصال في 16 نوفمبر الماضي، حيث وُجهت له اتهامات بموجب المادة 87 من قانون العقوبات. الكاتب، الذي تم نقله من سجن القليعة بولاية تيبازة إلى قسم المحبوسين بمستشفى مصطفى باشا، يواجه تهماً تتعلق "بالمساس بالسلامة الترابية والوحدة الوطنية".
تصريحات مثيرة للجدل
جاءت هذه الاتهامات بعد أن أدلى صنصال بتصريحات في قنوات فرنسية، زعم فيها أن بعض المناطق في شمال غرب الجزائر تعود في الواقع إلى المغرب. هذه التصريحات أثارت ضجة كبيرة، مما دفع الحكومة الجزائرية إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضده.
ردود الفعل المحلية والدولية
أثارت قضية صنصال جدلاً واسعًا، حيث أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من وزراء حكومته تصريحات تطالب بإطلاق سراح الكاتب. ومع ذلك، اعتبرت الجزائر هذه التصريحات "تدخلًا سافرًا" في شؤونها الداخلية، خاصة أن القضية تتواجد حاليًا تحت نظر القضاء.
إن وضع بوعلام صنصال يمثل مثالاً صارخًا للضغوطات التي يواجهها الأدباء والمفكرون في العالم العربي، مما يدعو الجميع إلى التفكير في أهمية حرية التعبير وحقوق الإنسان.
مكانك في القلب 8 الحلقة 73