-

“حرب أشباح” غير معلنة تهدد الجزائر.. من يقف

“حرب أشباح” غير معلنة تهدد الجزائر.. من يقف
(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

يرى الملاحظون في المجال الأمني أن التهديدات الأمنية والعسكرية التي تعيشها الجزائر حاليا تسمى بـ “حرب أشباح”، وهو نوع من المخططات للتمهيد لما قبل الحرب العسكرية.

حرب الأشباح

تمثل حرب الأشباح إستراتيجية تعتمد على الحرب الإعلامية والنفسية والسياسية والتهديدات الأمنية على الحدود، التي تستخدم فيها “منظومات مخابراتية تجسسية” و”خلايا عاملة ونائمة”، لتحقيق مكاسب وأهداف سياسية وعسكرية واقتصادية في منطقة الصراع، تحضيرا لعملية عسكرية محتملة.

وتتمثل أهم الأساليب المستخدمة في حرب الأشباح، في التمويه والتضليل السياسي والإعلامي، وافتعال الحرائق والأزمات الداخلية، وخلق شبكات التجنيد التجسسية، وتنظيم عمليات خطف واغتيالات.

وأوضح المختص في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية الدكتور إدريس عطية لموقع “أوراس”، أن الجزائر تتعرض منذ عقدين لضغوطات لتضعيفها على مستوى “محيطها الجيوجواري” ، من أطراف خارجية، سواء من خلال الإرهاب في منطقة الساحل وبقايا تنظيم القاعدة أو الخلايا المرتبطة بتنظيم “داعش”.

وأضاف المتحدث أنه نظرا لبقاء الجزائر صامدة، اضطرت هذه الأطراف لإسقاط دول الجوار كما حدث في مالي وليبيا، غير أن الانقلاب في النيجر خلق حالة انسداد بالرغم من أن الجزائر سوقت لمقاربة دبلوماسية، وترفض التدخل العسكري قطعيا.

وأشار المختص إلى أن التلويح بالتدخل العسكري في النيجر سيعمل على انهيارها، ما يؤدي بالجزائر إلى مضاعفة جهودها لحماية حدودها.

وأكد رئيس أركان الجيش، الفريق أول السعيد شنقريحة، معارضة الجزائر التدخل العسكري الأجنبي في النيجر، كما أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أنّ أزمة النيجر تُمثّل “تهديداً مباشراً للجزائر”، رافضاً التدخل العسكري في نيامي.

الأوضاع متفجرة

وفيما يتعلق بداعيات التوتر الإقليمي على الجزائر، أفاد الخبير في الشؤون الأمنية والدكتور العلاقات الدولية عبد الحميد كرود في تصريح لموقع “أوراس” أن الحدود الجزائرية تشهد أوضاعا متفجرة، فالشريط التونسي عرضة لاختراقات الإرهابيين، ومنذ سقوط الدولة المركزية الليبية لا توجد سلطة تبسطل نفوذها على كل الإقليم الليبي، بما فيها الحدود، وباتجاه الجنوب يوجد وضع أمني غير مستقر.

واستبعد كرود التدخل العسكري في النيجر من طرف مجموعة إيكواس لعدم وجود إمكانيات وخبرة عسكرية تسمح لها بذلك، إلا بدعم عسكري فرنسي.

ويجتمع أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، اليوم الخميس وغدا الجمعة، في أكرا عاصمة غانا، لمناقشة التدخل العسكري المحتمل في النيجر، في حال عدم إيجاد حل دبلوماسي مع الانقلابيين في البلاد.

وقال الخبير إن الجزائر في وضعية “لا حرب لا سلم”، لأن المؤسسات العسكرية والأمنية تعمل على حماية حدودها من الاختراق من طرف الجماعات الإرهابية وشبكات التهريب والتجارة بالبشر وتجار الأسلحة والمخدرات، وعينها كذلك على ما وراء الحدود في الجهة المقابلة غير المستقرة.

ومن تداعيات الأوضاع الحالية، لا تواجه الجزائر تهديدات عسكرية فحسب، بل تعيش ضغوطات من الجانب المالي واللوجستيكي والإنساني والاجتماعي، وفق ما أشار إليه الخبير في الشؤون الأمنية العلاقات الدولية، مؤكدا أن الهيئات العسكرية والمدنية كلها تحت الضغط.

وحذّر وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف من العواقب الوخيمة في حال اندلاع نزاع مسلح في النيجر، بما في ذلك إمكانية استغلال الجماعات المسلحة الإقليمية عدم الاستقرار، وفقدان شركة “سوناطراك” عائدات النفط، بالإضافة إلى موجات الهجرة التي ستحظى بمساعدات إنسانية من الطرف الجزائري.

الجيش مستعد

فيما يتعلق بالاستفزازات المغربية، لفت العقيد المتقاعد والخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية عمر بن جانة، في تصريح لموقع “أوراس” أن ما يحدث على الحدود الغربية الجزائرية من تحركات مشبوهة يقودها المغرب يهدف إلى ضرب استقرار الجزائر، خاصة بوجود الكيان الصهيوني الذي يرتكز عليه المخزن كقوة لتهديدها.

وأشار بن جانة إلى أن عدم الاستقرار على جميع الحدود الجزائرية يؤثر على الجزائر بسبب الحروب الداخلية التي تشهدها هذه الدول وهجرة أفرادها إلى المناطق الجزائرية هروبا من الحرب.

ولمجابهة هذه الضغوطات، أكد الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية أن للجزائر قوة إستراتيجية ولها موقف قوي على المستوى السياسي القاري والدولي، ومن يريد استهدافها لا يستطيع اختراقها.

وأضاف العقيد المتقاعد، أنه من الصعب استهداف الجزائر عسكريا بشكل مباشر عكس دول الجوار، مشيرا إلى أن أكبر دولة إفريقية عاشت من قبل حروبا وأزمات أمنية داخلية ما يجعلها صلبة أمام أي تدخلات خارجية.

وتظل الجزائر صامدة أمام الضغوطات الخارجية ومحاولات زعزعة استقرارها الداخلي بفضل قوتها العسكرية، ومواقفها السياسية الداعية للحلول الدبلوماسية.