-

دعوة لتجديد الجامعة العربية والتضامن

دعوة لتجديد الجامعة العربية والتضامن
(اخر تعديل 2025-05-17 16:00:30 )

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم، أطلق رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، نداءً واضحًا لإعادة تقييم واقع الجامعة العربية. وقد حذر من التهديدات الجسيمة التي تواجه العالم العربي، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة تلك التحديات.

العالم العربي في خضم تحديات غير مسبوقة

أشار تبون في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، خلال القمة العربية التي عُقدت في بغداد، إلى أن العالم العربي يواجه تحديات معقدة على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية. وتحدث عن تكالب التدخلات الخارجية التي تهدف إلى نشر الفتنة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد، مما يزيد من حدة الأزمات.

كما سلط الضوء على تصاعد محاولات تصفية القضية الفلسطينية، التي اعتبرها "قضيتنا المركزية". حيث انتقد الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يسعى لفرض نموذج سلام يحقق مصالحه الخاصة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني واستقرار الدول المجاورة.
حب بلا حدود مترجم الحلقة 64

قال تبون: "السلام الذي يُفرض على أنقاض القضية الفلسطينية هو سلام مُشوه، يمنح السيطرة المطلقة لإسرائيل دون أي رقيب". مشددًا على أن هناك مناخًا دوليًا جديدًا يهدد الجميع، حيث تتعاظم قوى الغلبة وتُهمش المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية.

وأضاف: "نعيش مرحلة مصيرية تتطلب منا إعادة النظر في القيم التي تجمعنا تحت مظلة منظمتنا، والعمل على استعادة المبادئ والطموحات التي نتشاركها".

إصلاح الجامعة العربية ضرورة

أكد تبون على أهمية إصلاح جامعة الدول العربية لتكون قادرة على التكيف مع التحولات العالمية. وأوضح أن الظروف الحالية تتطلب تجديدًا في هيكلها ووظائفها بما يتناسب مع تحديات العصر الحديث.

وشدد على أن الإصلاح لم يعد خيارًا بل أصبح "حتمية" تفرضها الظروف الراهنة.

القضية الفلسطينية في صلب الأولويات

في السياق نفسه، أكد تبون على مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان العربي، معتبراً الدفاع عنها واجبًا تاريخيًا وأخلاقيًا وقانونيًا. وقال: "دفاعنا عن هذه القضية هو وفاء لأمانة تاريخية تحملها الأمة العربية، وليس مجرد تعاطف لحظي".

لا بديل عن التضامن العربي لإنهاء الأزمات

وفي ختام كلمته، أشار تبون إلى الحاجة الملحة لتعزيز التضامن العربي، وخاصة مع إخواننا في لبنان وسوريا. حيث اعتبر أن الحفاظ على وحدة وسيادة هذين البلدين يُعد ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

كما أكد على ضرورة استعادة الدور العربي الفعال لحل الأزمات المتفاقمة في السودان وليبيا واليمن والصومال، مشددًا على أن غياب هذا الدور هو ما فتح المجال أمام التدخلات الخارجية التي أثرت سلبًا على مستقبل هذه البلدان.