إدراج الزي النسوي الجزائري في التراث العالمي
في خطوة تاريخية، صادقت اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) على إدراج ملف الجزائر المتعلق بـ"الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير: معارف ومهارات متعلقة بخياطة وصناعة حلي التزين – القندورة والملحفة"، في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. هذا الإنجاز يعكس عمق الثقافة الجزائرية وتنوعها الغني.
مكونات التراث الثقافي الجزائري
يشمل الملف مجموعة من العناصر التراثية الفريدة، مثل القندورة والملحفة والقفطان والقاط والقويط واللحاف والشاشية والسروال والدخيلة واللوقاع والمنديل والقنور والحزام، إضافة إلى تقنيات التطريز المتميزة كالمجبود والفتلة والكنتيل. كل هذه العناصر تعكس مهارات فنية عالية وتاريخاً ثقافياً غنياً، كما هو موضح من قبل وزارة الثقافة.
الحلي الفضية والذهبية
أما فيما يتعلق بالحلي، فقد شمل الملف مجموعة من العناصر الرائعة مثل الشاشية بالسلطاني والجبين وخيط الروح والمناقش والمشرف المخبل والسخاب والمحزمة والحزام والحرز وابزيم والمسايس والمقايس والخلخال والرديف. هذه العناصر ليست مجرد زينة، بل تحمل في طياتها رموزاً ثقافية وتاريخية تعكس الهوية الجزائرية.
النزاع حول القفطان
على مر السنوات، أثار "القفطان" الجزائري جدلاً مستمراً بين الجزائر وجارتها المغرب، حيث سعت الأخيرة بكل جهدها لإثبات ملكيتها لهذا التراث. وقد عارضت الملكة المغربية خلال الدورة الـ19 لمنظمة اليونسكو قرار إدراج الملف الجزائري الذي تضمن القفطان، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
وزعم السفير المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى "اليونسكو"، سمير الدهر، أن الملف الذي قدمته الجزائر يتضمن صورة وفيديو لـ "قفطان النطع" المغربي الفاسي، وطلب ادراج فقرة تتعلق بالاعتراض الذي قدمته المغرب بخصوص ملكية القفطان في نص قرار إدراج ملف الجزائر.
الرد الجزائري
في المقابل، اعتبر المندوب الجزائري في "اليونسكو" أن إدراج الملف يعتبر يوماً تاريخياً، حيث احتفل الجميع بالتراث الجزائري. وأضاف أن هذا الملف كان موضوعاً للعديد من المناقشات، مشيداً بدور الأمانة العامة في إدارة القضية.
كما عبر عن أمله في الحفاظ على هذا الجو الاحتفالي وتأكيد أهمية الإجراءات المتعلقة بتمرير الملف بسلاسة، مع التأكيد على أن الجزائر تعتزم الحفاظ على هذه الاتفاقية.
إشادة اليونسكو بالجزائر
من جانبها، أشادت الأمانة العامة لـ "اليونسكو" بقيادة نانسي أوفلار دي غوروسيتا بالجهود الجزائرية في توثيق تراثها، حيث قالت: "يجب أن نشيد بالجزائر لأنها وثّقت ملفها وانتقلت إلى ملف الترشيح التالي"، مما يعكس تقدير المنظمة الدولية للجهود المبذولة في الحفاظ على التراث الثقافي.
إن إدراج الزي النسوي الجزائري في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية ليس مجرد إنجاز ثقافي، بل هو تأكيد على الهوية والانتماء، ودعوة للجميع للاحتفاء بهذا التراث الغني وحمايته من محاولات السطو. فالتراث هو جسر يربط بين الأجيال ويعكس تاريخ الشعوب وثقافتها.
أنا بنت أبي الحلقة 169