تعليق النسخة الجزائرية من مسابقة غونكور 2025
أعلنت أكاديمية غونكور، المعروفة بتقديرها للأدب الفرنسي، عن قرارها بتعليق النسخة الجزائرية من مسابقة "اختيار غونكور" لعام 2025. ويأتي هذا القرار نتيجة للحظر الذي فرضته السلطات الجزائرية على رواية "حوريات" للكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود، بالإضافة إلى منع دار النشر الخاصة بها من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي أُقيم خلال الفترة من 6 إلى 16 نوفمبر.
بيان الأكاديمية
في بيان رسمي صدر يوم الثلاثاء 3 ديسمبر، أوضحت الأكاديمية الفرنسية موقفها قائلةً: "لا يمكن أن نتقبل حظر رواية حوريات لكمال داود، وهي إحدى الروايات التي يتعين على المحكمين التصويت عليها في هذا البلد".
التفاصيل حول الجائزة
تأسست جائزة "اختيار غونكور الجزائر" بمبادرة من المعهد الفرنسي في الجزائر وتحت إشراف أكاديمية غونكور. حيث تجمع الجائزة سنوياً حوالي مائة قارئ شاب جزائري، معظمهم من الطلبة أو تلاميذ المدارس الثانوية من عشر مدن مختلفة.
يتولى هؤلاء القراء الشباب مهمة اختيار العمل الأدبي الفائز من بين الأعمال المدرجة في القائمة الثانية لجائزة غونكور الأدبية. وكان من المخطط أن تُجرى عملية التصويت للدورة السابعة في يونيو 2025، على أن يتم الإعلان عن الفائز في يوليو، ولكن قرار الأكاديمية بتعليق الجائزة يُعد سابقة غير مسبوقة.
في النسخة السابقة من الجائزة، فاز الكاتب جان باتيست أندريا عن روايته "Veiller sur elle"، والتي حصلت أيضًا على جائزة غونكور في باريس.
تضامن مع الكاتب بوعلام صنصال
لم يقتصر بيان الأكاديمية على الدفاع عن كمال داود فقط، بل تناول أيضًا مصير الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال. حيث وصفته الأكاديمية بأنه "مسجون بشكل تعسفي بسبب كتاباته وتصريحاته".
وأكدت الأكاديمية موقفها الرافض لأي انتهاك لحرية التعبير، مشيرةً إلى أن هذه الإجراءات تهدد المبادئ الأساسية للإبداع الأدبي والحرية الفكرية.
جدل رواية “حوريات”
في أعقاب إعلان تتويج داود بجائزة غونكور، ظهرت سعادة عربان لتؤكد أن رواية "حوريات" تحكي عن نجاتها من الموت خلال العشرية السوداء. وقد رفعت دعوى قضائية في محكمة وهران ضد الكاتب كمال داود وزوجته الطبيبة النفسية، بتهمة استخدام قصة الضحية سعادة عربان في رواية "حوريات" دون الحصول على إذن منها.
العميل الحلقة 78
وقالت وكيلة المدعية، المحامية فاطمة بن براهم، إن المحكمة ستستدعي كمال داود وزوجته، وفي حال عدم حضورهما، سيُحاكمان غيابياً.
رد كمال داود
من جانبه، نفى الكاتب كمال داود في مقال له في مجلة “لوبوان” أن يكون قد استخدم قصة امرأة من ضحايا "العشرية السوداء" في روايته "حوريات" التي نالت جائزة غونكور. حيث كتب داود: "تزعم هذه الشابة المسكينة أنها قصتها. أستطيع فهم مأساتها، لكن إجابتي واضحة: هذا غير صحيح بتاتا".