البرلمان الجزائري يدين تصريحات ماكرون
رد البرلمان الجزائري على تصريحات ماكرون
استنكر البرلمان الجزائري بشدة التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث اعتبرها تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية للجزائر واعتداءً على سيادتها وكرامتها. هذه التصريحات تتعلق بقضية قيد النظر وفق القوانين الجزائرية، مما يعكس تجاهلاً واضحًا لمبادئ الاحترام المتبادل.
محاولة لتشويه صورة الجزائر
أوضح مكتب المجلس الشعبي الوطني أن هذه التصريحات تمثل محاولة مكشوفة لتشويه صورة الجزائر ومؤسساتها السيادية. الجزائر، التي عانت من أبشع الانتهاكات الاستعمارية الفرنسية، ترفض بشكل قاطع أي تدخل خارجي أو تلقّي دروس في مجال حقوق الإنسان والحريات من أي طرف كان.
استياء الشعب الجزائري
شدد المجلس على أن هذه التصرفات تبقى غير مقبولة من قبل الشعب الجزائري، مشيراً إلى أن مثل هذه التصريحات لن تؤثر على مسار الشعب الجزائري المستقل، بل ستزيده قوة وإصرارًا على حماية سيادته وكرامته الوطنية.
دعوة إلى الاحترام المتبادل
كما دعا البرلمان السلطات الفرنسية إلى الالتزام بقواعد العلاقات الدولية التي تعتمد على الاحترام المتبادل، مؤكدًا أن العلاقات بين الدول يجب أن تُبنى على الاحترام الكامل للسيادة الوطنية دون تدخل أو فرض أي شروط.
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26
خلفيات الأزمة الحالية
جاء رد البرلمان الجزائري عقب تصريحات الرئيس الفرنسي التي أدلى بها من قصر الإليزيه في باريس، حيث اتهم ماكرون الجزائر بالإساءة إلى سمعتها بسبب اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال. في خطابه خلال المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا، دعا ماكرون للإفراج عن الكاتب صنصال، واصفاً احتجازه بالتعسفي.
بوعلام صنصال والأفكار المثيرة للجدل
بوعلام صنصال، الذي أوقفته السلطات الجزائرية في نوفمبر 2024، معروف بإثارته للجدل وتشكيكه في استقلال الجزائر وتاريخها. وقد أثار استياءً واسعًا بسبب إنكاره وجود الأمة الجزائرية وترويجه لأفكار اليمين الفرنسي المتطرف، كما عُرف بعلاقاته مع "إسرائيل".
توتر العلاقات الجزائرية الفرنسية
تعيش العلاقات الجزائرية الفرنسية حالة من التوتر المتزايد، حيث سحبت الجزائر سفيرها من باريس في يوليو الماضي احتجاجًا على مواقف فرنسا بشأن النزاع في الصحراء الغربية. وقد هاجم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فرنسا بشدة في خطابه السنوي، مؤكدًا أن الجزائر لن تقبل أي تدخل يمس سيادتها.
الآمال في تحسين العلاقات
رغم التوتر القائم، شدد وزير الخارجية الفرنسي جون نوال بارو على رغبة باريس في الحفاظ على أفضل العلاقات مع الجزائر، لكنه أبدى شكوكه في نوايا الجزائر تجاه فرنسا. وأشار إلى أن الجزائر وباريس وضعتا خارطة طريق في 2022 لتعزيز العلاقات، ولكنه أبدى قلقه من عدم احترام الجزائر لهذه الخارطة، مما يزيد من تعقيد الوضع الحالي.
التعليق الفرنسي على التصريحات الجزائرية
في يوم الخميس الماضي، ردت فرنسا رسميًا على تصريحات الرئيس تبون الأخيرة، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان تمسك بلاده بعلاقاتها مع الجزائر، مشيرًا إلى الروابط الإنسانية والمصالح المشتركة التي تجمع بين البلدين.