وكالة الأنباء الجزائرية: ميلاد مجموعة الـ 3

وكالة الأنباء الجزائرية: ميلاد مجموعة الـ 3
(اخر تعديل 2024-04-29 21:35:04 )

قالت وكالة الأنباء الجزائرية، إن عقد تأسيس المبادرة الثلاثية الجزائرية-التونسية-الليبية كرس دبلوماسية البراغماتية، والتأسيس لنهج جديد.

وأضاف وكالة الأنباء، أن ظهور هذا التكتل الإقليمي الجديد شكّل دليلا على أن الحركة في السياسة مثلما هو الشأن في الحياة دائما ما تكون أفضل من الجمود، وأشارت لإختالف الملاحظين حول تسمية القمة التي جمعت الرؤساء الثلاثة الجزائري والتونسي والليبي بين “اتفاق قرطاج” و”اتحاد المغرب العربي مكرر” و”ثلاثي تونس”، كما كانت للمشككين توقعات حول نتائج هذه الثلاثية متنبئين بعدم إنعقادها أبدا.

وأردفت، أن يوم 22 أفريل، تاريخ انعقاد لقاء تأسيسي لنهج جديد، وفي السنة القادمة 2025 سيكون قد مر 30 عاما بالضبط على الاعلان عن شهادة الموت السريري لاتحاد المغرب العربي والذي لم يعد موجودا في الواقع.

واستذكرت، وكالة الأنباء، وزير الشؤون الخارجية المغربي فيلالي، وإعلانه عن تجميد اتحاد المغرب العربي، وما تبعه من تعطيل لمؤسسات الاتحاد باستثناء الأمانة العامة، التي وضعت تحت رقابة المخزن الذي كان يؤجرها ويستخدمها عند الضرورة لإضفاء الشرعية على أعماله من خلال موافقة مزعومة لهذا الاتحاد المغاربي.

وعادت الوكالة، لسنة 1995، حين كتب وزير الشؤون الخارجية المغربي فيلالي لنظرائه باتحاد المغرب العربي ليبلغهم عن تجميد هذا الاتحاد، حيث أنه بحجة مشكلة الصحراء الغربية، آنذاك لم يعد هناك وجود لاتحاد المغرب العربي.

ورغم الابقاء على أمين عام لاتحاد المغرب العربي فان هذا الأخير قد تم التكفل به جيدا من طرف القصر الملكي حيث تحول الى “دبلوماسي مغربي تابع” عوض أمين عام للاتحاد المغاربي الذي يتواجد في حالة موت سريري، حسب وكالة الأنباء.

إعداد خارطة طريق ثلاثية بقمة قرطاج

لقاء قرطاج كان فرصة للتطرق للوضعية الهامدة للاتحاد المغاربي، فأي كان الطبيب الممارس، لن يصعب عليه الاستنتاج بوضوح أنه بعد غيبوبة عميقة ولا مناص منها، لا يمكن إنعاش كيان كان خلال هذه المدة الطويلة في حالة موت دماغي، وهي الحالة التي تنطبق على اتحاد المغرب العربي.

والطريف في الأمر، -حسب وكالة الأنباء- هو كون الجزائر، التي اتهمت أنها المسؤولة عن هذا الوضع، هي من دعت أشقائها المغاربة، بمناسبة انعقاد منتدى رؤساء الدول المصدرة للغاز المنظم بالجزائر العاصمة في مارس المنصرم، إلى التفكير في سبيل آخر، فتونس بدورها قد حذت حذو الجزائر بتنظيم قمة قرطاج، وأن هذه المبادرة لتمهيد الطريق، ريثما تعود دول الجوار إلى رشدها.

ولم يخف الرئيس تبون يوما نواياه- تضيف وكالة الأنباء- عندما يتعلق الأمر بالتعاون و التبادلات السياسية و الاقتصادية في إطار إعداد خارطة الطريق الثلاثية، و قد سبق انعقاد القمة عدة إعلانات، على غرار إنشاء خمسة مناطق للتبادل الحر مع مالي وموريتانيا والنيجر وتونس وليبيا تحديدا، و إن كانت لحكومات بعض دول هذه المجموعة سلوك عدائي.

وأكدت وكالة الأنباء، أن كل الدول الإفريقية منظمة اليوم في إطار مجموعات إقليمية، باستثناء شمال افريقيا وذلك بسبب المغرب الذي فضل تحالفات مع الكيان الصهيوني ومحاولة الانتماء لهياكل تنظيمية أخرى بالمشرق، فمنذ 30 سنة، تشكل مساهمات ومنح و رواتب موظفي اتحاد المغرب العربي عبء بالنسبة للدول الأعضاء التي هي في غنى عنه.

وفي السياق، قالت وكالة الأنباء، أن الجزائر التي احتلت الصدارة في المجال الدبلوماسي، رافقت اقتراحها بديناميكية براغماتية شملت الملفات الأكثر استعجالا، على غرار أمن الحدود المشتركة و مكافحة الهجرة غير الشرعية و إطلاق مشاريع استثمارية كبرى تخص الطاقة و إنتاج الحبوب و تحلية مياه البحر والتحديات المناخية.

وقد تم تعيين مجموعات عمل مشتركة لتسريع تحقيق هذه الرؤية مع التوقيع على اتفاق لمعالجة ملف المياه الجوفية المشتركة في منطقة شمال الصحراء بين الجزائر وتونس وليبيا الذي كان مصدرا لتوترات كامنة بين الدول الثلاث منذ استقلالها، وهو يدل هذا على أن الإمساك بزمام الأمور يجسد مسعى إعلان قرطاج، والتأسيس لنهج جديد.

إعلان قرطاج.. رفض للوضع المتردي لاتحاد المغرب العربي

كان للرؤساء عبد المجيد تبون وقيس سعيد ومحمد يونس المنفي الجرأة في رفض الوضع المتردي لاتحاد المغرب العربي، وشرعوا في مبادرة حازمة تتعدى مجرد التواجد في مجموعة الثلاثة إلى إنشاء اتحاد استراتيجي للتكيف مع التغيرات الإقليمية والدولية، حيث يمثل إنشاء مجموعة الدول الثلاث خطوة أولى لتأسيس حلف دول شمال إفريقيا الذي ستنضم إليه موريتانيا يوما ما.

ولا يمكن سواء للاتحاد الأوروبي غض الطرف عن تطلعاتهم المشتركة نظرا للموقع الجغرافي وللموارد التي يزخر بها الشركاء الثلاثة، ولا للاتحاد الإفريقي نظرا لقوة هذا التكتل المترابط، ناهيك عن الدول التي تتدخل في شؤون الآخرين والتي لن تستيغ هذا العمل الجماعي الذي يجسد السيادة، حسب وكالة الأنباء.

واختتمت وكالة الأنباء، بقولها، أن “التحالف الذي نشأ في قرطاج جديرا بكونه بديلا إقليميا استباقيا سيفرض نفسه بمرور الوقت كشريك موثوق ومسؤول تجاه الكيانات الشريكة الأخرى”، ومنه فإن المغرب العربي قد انتقل من الشعارات إلى الأفعال.