الرقاقة الإلكترونية الجزائرية: خطوة نحو المستقبل

إطلاق أول رقاقة إلكترونية جزائرية بالكامل

في خطوة تاريخية تبرز تطور الصناعة التكنولوجية في الجزائر، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، عن الانتهاء من تصميم أول رقاقة إلكترونية تُنتج بالكامل في الجزائر، باستخدام تكنولوجيا 65 نانو. هذه الرقاقة تعتبر ركيزة أساسية في دعم الابتكار المحلي وتعزيز السيادة التكنولوجية.

التدقيق والتصنيع

وأشار الوزير إلى أن الرقاقة تخضع حاليًا لعملية تدقيق دقيقة، على أن يتم تصنيعها مبدئيًا خارج الجزائر، في انتظار أن تُصنع محليًا خلال العامين المقبلين. وقد أوضح أنه تم تكليف المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية بتولي عملية التصنيع، بالتعاون مع مركز تنمية التكنولوجيات المتطورة.

تدشين فرع جديد

جاء هذا الإعلان خلال إشراف الوزير على تدشين فرع “سيديتيا خبرة” في مقر المركز الوطني لتنمية التكنولوجيات المتطورة ببابا أحسن، والذي يهدف إلى تعزيز الابتكار في هذا المجال الحيوي.

زيارة تفقدية

خلال زيارته، قام الوزير بتفقد عملية تطوير الترانزستور، واطلع على المنصة التكنولوجية الخاصة بتصنيع الرقائق الإلكترونية. وأكد أن الرقاقة الجديدة مصممة بمساحة لا تتجاوز 1 ملم، ما يعكس مستوى الخبرة الجزائرية في هذا المجال.

صناعة الرقائق في الجزائر

في المرحلة الأولى من المشروع، سيتم تصنيع الرقائق في تايوان، قبل أن تُنقل عملية التصنيع إلى الجزائر بمجرد تحقيق التحكم الكامل في التكنولوجيا. وقد وقعت المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية اتفاقية مع المركز التكنولوجي لتأطير عملية التصنيع داخل الوطن، مما يعزز قدرة الجزائر على تطوير صناعتها الإلكترونية.

تعزيز الأمن النقدي

علاوة على ذلك، تم توقيع اتفاقية ثانية مع شركة النقد الآلي لتعزيز حماية الشبكة الوطنية للنقد وتطوير بنيتها التحتية. وقد حضر مراسم توقيع الاتفاقيتين ممثلون عن وزارات المالية والصناعة والعمل والمنتجات الصيدلانية والضمان الاجتماعي.
الغزال الحلقة 3

استراتيجيات مستقبلية

في نهاية ديسمبر الماضي، كان الوزير قد أشرف على تدشين أول مصنع جزائري لتصميم الرقائق الإلكترونية بتكنولوجيات متعددة، وهو ما يعتبر خطوة استراتيجية نحو امتلاك تكنولوجيا 65 نانو، مما يسهم في تعزيز السيادة الإلكترونية للجزائر.

ما هي الرقائق الإلكترونية؟

الرقائق الإلكترونية هي مكونات دقيقة مصنوعة من مواد شبه موصلة، وأهمها السيليكون، حيث تحتوي على دوائر كهربائية مدمجة. تؤدي هذه الرقائق وظائف متعددة، تشمل المعالجة، التخزين، والاتصال، وتستخدم في معظم الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

عن تكنولوجيا 65 نانو

تتعلق هذه التقنية بحجم أصغر مكون داخل الرقاقة، مثل الترانزستور، الذي يبلغ حجمه 65 نانومتر. على الرغم من أن هذه التقنية قديمة نسبيًا مقارنة بتقنيات 3 نانو و7 نانو، إلا أنها لا تزال مستخدمة في الأجهزة ذات التكلفة المنخفضة، بالإضافة إلى الأنظمة الصناعية والعسكرية التي تتطلب متانة أكثر من الأداء العالي.

الصناعة الإلكترونية في الجزائر

تسعى الجزائر للدخول في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية، رغم هيمنة شركات كبرى عالمية على هذا القطاع منذ عقود. يتطلب النجاح في هذا المجال استثمارات ضخمة وتجهيزات متطورة، بالإضافة إلى كفاءات بشرية مؤهلة على المستوى المحلي والعالمي. وتعتمد صناعة الرقائق على مواد دقيقة مثل السيليكون النقي، بالإضافة إلى آلات عالية التقنية تحتكرها شركات محدودة.