-

استرجاع الأرشيف والممتلكات الجزائرية

استرجاع الأرشيف والممتلكات الجزائرية
(اخر تعديل 2025-04-05 11:38:30 )

طالب لحسن زغيدي، الرئيس المشترك للجنة الجزائرية الفرنسية للذاكرة، الجانب الفرنسي بضرورة الالتزام بما تم التفاهم عليه خلال الاجتماع الخامس للجنة. وفي حديثه مع التلفزيون العمومي، أكد زغيدي على أهمية وضع جدول زمني وعملي لتجسيد الاتفاقات المتعلقة بإعادة الأرشيف والممتلكات التي تم نهبها من الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي. هذه الممتلكات، التي تشمل أيضاً ما يعود إلى الحقبة العثمانية، تمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية الجزائرية.

تجاوز المعوقات الفرنسية

وفي سياق حديثه عن العقبات التي تعرقل عملية استرجاع هذه الممتلكات، أشار زغيدي إلى أن الجانب الجزائري قد شدد في عديد من المناسبات على ضرورة تجاوز المعوقات التشريعية في فرنسا، حيث تعتبر القوانين الفرنسية أن جميع المقتنيات المنقولة من المستعمرات هي ملك لفرنسا. وقد أوضح زغيدي بقوله: "أصررنا على ضرورة إصدار قرار رئاسي في هذا الشأن"، مشيرًا إلى التصدي للمعارضة التي أثارها البعض في الجانب الفرنسي حول إعادة الأرشيف والممتلكات المنهوبة. وأضاف: "كانت هذه القضية محور النقاشات، حيث حاولنا التأكيد على أن هذه الممتلكات هي جزء من التراث الجزائري ولا يحق لفرنسا الاحتفاظ بها".

المنهوب واسترجاع الأرشيف

وعلى صعيد آخر، أشار زغيدي إلى التقدم المحرز في الجولة الأخيرة من المفاوضات، حيث تم استكشاف محتويات متحف اللوفر الفرنسي وبدء فحص مجموعة من المقتنيات الجزائرية التي تم نهبها من قبل القوات الاستعمارية. وأضاف أن الوفد الجزائري كان مندهشًا مما تم العثور عليه من ممتلكات جزائرية محفوظة في 19 مؤسسة فرنسية، من بينها المكتبات الوطنية والمتاحف. وقد أوضح زغيدي قائلاً: "قمنا بمراجعة محفوظات متاحفة ونماذج أرشيفية خلال 10 أيام من العمل المكثف، واكتشفنا أدلة دامغة على حجم النهب الذي تعرضت له الجزائر".
لا تبكي يا إسطنبول الحلقة 9

مطالب جزائرية ثابتة

وأكد زغيدي أن المطالب الجزائرية في هذا المجال ثابتة ومدعومة بالوثائق، حيث تم تقديم بيانات تفصيلية حول الممتلكات التي نهبت من قبل الاستعمار الفرنسي. وأكد قائلاً: "لقد وضعناهم أمام الأمر الواقع، ولم يبد الطرف الفرنسي أي اعتراض أو إنكار لما وجدناه في المؤسسات الفرنسية". وكشف عن أن الجانب الجزائري سيواصل الضغط لاسترجاع أكثر من مليوني وثيقة من الأرشيف، بالإضافة إلى مقتنيات تاريخية أخرى تتعلق بفترة ما قبل الغزو الفرنسي للجزائر، مثل الأسلحة والأرشيف الورقي والممتلكات التي تحمل رمزية خاصة لدى الجزائريين، بما في ذلك مقتنيات الداي، مثل القلم ومقتنيات الأمير عبد القادر.

إنشاء بوابة إلكترونية

وفيما يتعلق بالجولة الرابعة من أعمال اللجنة، التي تمثل خطوة هامة نحو تنفيذ اتفاقيات استرجاع الأرشيف، كشف زغيدي عن الاتفاق على إنشاء بوابة إلكترونية تتيح للباحثين من كلا البلدين الوصول إلى الأرشيف المتبادل. كما تم الاتفاق على تبادل الباحثين من خلال إرسال 15 باحثًا من كل بلد لإجراء بحوث في الجانب الآخر.

تمهيد للاعتراف والتعويض

أما بالنسبة لمطلب الاعتراف والتعويض، فقد أشار زغيدي إلى أن العمل جارٍ على الحصول على الاعتراف العلمي من فرنسا بشأن الجرائم الاستعمارية التي ارتكبت في الجزائر، وهو ما تحقق جزئيًا في الجولات الأخيرة. وقد صرح قائلاً: "لقد حصلنا على الاعتراف العلمي بالجرائم، وبعد الاعتراف العلمي، لا يمكن للسياسي إلا أن يقر بذلك". وستستمر الجزائر في نضالها لاسترجاع أرشيفها وممتلكاتها التي نهبت خلال الاستعمار الفرنسي، في إطار الاتفاقات التي توصلت إليها مع فرنسا في لجنة الذاكرة.