الجزائر ترحب باتفاق الصومال وإثيوبيا
الجزائر ترحب بإعلان الصومال وإثيوبيا
في خطوة إيجابية تعكس إرادة السلام والتعاون، رحبت الجزائر يوم الخميس بإعلان جمهورية الصومال الفيدرالية وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية عن عزمهما على إيجاد حلول مشتركة لتجاوز الخلافات العالقة بينهما، وذلك من خلال الحوار والمفاوضات.
أهمية الحوار السلمي
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عبرت الجزائر عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة، التي تتماشى مع مقاربتها لحل النزاعات عبر الحوار والطرق السلمية، في تقريب وجهات النظر بين البلدين وتحقيق الأمن المستدام. وهذا من شأنه أن يتيح توجيه الجهود نحو التنمية والازدهار في منطقة القرن الأفريقي.
جهود الوساطة التركية
كما أعربت الجزائر عن تقديرها للجهود التي بذلتها الجمهورية التركية في الوساطة التي أدت إلى هذا الاتفاق بين الصومال وإثيوبيا. حيث استضافت العاصمة أنقرة لقاءات ثنائية وثلاثية بين القادة الرئيسيين، بما في ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
تطورات توتر العلاقات
هذا التطور يأتي في أعقاب توترات سابقة بين الصومال وإثيوبيا، والتي نشأت بعد توقيع الأخيرة في يناير 2024 مذكرة تفاهم مع "أرض الصومال" (صوماليلاند) لبناء قاعدة عسكرية وتطوير ميناء على البحر الأحمر. وقد أثار هذا الاتفاق حفيظة الحكومة الصومالية، التي اعتبرته انتهاكًا لسيادتها ووحدة أراضيها، نظرًا لعدم اعترافها باستقلال "أرض الصومال" منذ إعلانها الانفصال عام 1991.
الاتفاق التاريخي
بفضل جهود الوساطة التركية، تم التوصل إلى "إعلان أنقرة"، الذي نص على التزام البلدين بترك الخلافات جانبًا والعمل معًا بثقة. كما تم الاعتراف بوحدة الأراضي الصومالية وسيادتها، وضمان حق إثيوبيا في الوصول التجاري إلى البحر ضمن إطار القانون الدولي، مما يحترم سيادة الحكومة الفيدرالية الصومالية.
ردود الفعل الإيجابية
لاقى هذا الاتفاق ترحيبًا واسعًا من الشعب الصومالي، حيث اعتُبر خطوة مهمة نحو الاستقرار الإقليمي والتنمية الاقتصادية. كما أشادت دول عربية، من بينها قطر، بجهود الوساطة التركية ودورها الفعال في تسهيل التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي.
تاريخ العلاقات المتوترة
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين الصومال وإثيوبيا شهدت تاريخًا من التوترات والنزاعات، وأبرزها حرب الأوغادين في أواخر السبعينيات. وبالتالي، فإن هذا الاتفاق يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار والتعاون بين البلدين، مما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في منطقة القرن الأفريقي.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 6