الجزائر نحو اقتصاد قوي في إفريقيا

أعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في تصريحاته الأخيرة، أن الجزائر على أعتاب التحول إلى ثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا، بل وقد تحتل المركز الأول خلال أقل من عامين. هذا الإعلان يعكس رؤية جديدة وطموحة لمستقبل الاقتصاد الوطني.
إنشاء هيئتين لتنظيم الاستيراد والتصدير
وجه الرئيس الحكومة بضرورة إنشاء هيئتين تنظيميتين قبل نهاية شهر مايو. الأولى ستكون مخصصة للاستيراد، وتهدف إلى حماية الإنتاج المحلي من المنافسة غير العادلة. أما الهيئة الثانية، فستكون معنية بتنظيم معاملات المصدرين، مما يسهم في تعزيز التصدير وتحسين العلاقات التجارية الدولية.
خلال لقائه بالمتعاملين الاقتصاديين، أشار تبون إلى أن بعض الممارسات السلبية من الماضي لا تزال تؤثر على الاقتصاد الجديد، ولكنه أكد أن تلك الممارسات أصبحت من الماضي وأن الفساد بات من الأقلية. ودعا الجميع إلى الابتعاد عن الغش والفساد، محذراً من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على هذه التصرفات.
تحذير من الغش والفساد
في تحذير صارم، قال تبون: “حذار من الغش أو الفساد، وقد أعذر من أنذر”. كما انتقد بعض المتعاملين الذين يسعون لاكتشاف ثغرات للتحايل في الاستيراد، مشيراً إلى أن الدولة لن تتراجع عن موقفها القوي ضد هذه الممارسات.
وشدد على أهمية تحرير مبادرة الاستثمار وفهم صلاحيات الشباك الوحيد ووكالة ترقية الاستثمار لضمان فعالية الإجراءات. ورغم تسجيل وكالة ترقية الاستثمار لآلاف المشاريع، إلا أن نقص الأراضي المتاحة لتنفيذها يمثل تحدياً يجب التغلب عليه.
تحقيق الاكتفاء الذاتي
أشار تبون إلى أن الجزائر ستتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح الصلب بنسبة 100% هذا العام، في إطار التزام الدولة بالأمن الغذائي. كما أكد أن اقتصاد الجزائر أصبح حراً بنسبة 85%، مع بقاء 95% من التمويل من القطاع العمومي، داعياً الخواص إلى إنشاء بنوك خاصة لتعزيز هذا الاتجاه.
لا نحتاج لمن يرى الجزائر بالسواد
في تعبير عن تفاؤله بمستقبل الجزائر، أكد الرئيس أن هناك من لا يريدون رؤية الجزائر إلا من منظور سلبي، مشيراً إلى أن المؤسسات المالية العالمية لو كانت لديها أي ملاحظات سلبية على أرقام الاقتصاد الجزائري لكانت أول من انتقدها.
ودعا جميع الفاعلين الاقتصاديين، سواء داخل البلاد أو خارجها، إلى العمل معاً لتحقيق ناتج داخلي خام يبلغ 400 مليار دولار قبل نهاية عام 2027. وأوضح أن هناك أكثر من 13,700 مشروع استثماري قيد التنفيذ، مما يتطلب تكاتف الجهود لتحقيق النجاح.
تشجيع الشباب والمبادرات الجديدة
شدد تبون على أهمية الاعتماد على الشباب والمبادرات الناشئة التي تتمتع بالنزاهة والقدرة على تحقيق إنجازات ملموسة. كما انتقد المتقاعسين عن أداء واجبهم بدعوى الخوف من العقوبات، مشيراً إلى أن هذا التفكير يعكس عقليات الفاسدين.
استثمارات جديدة في النقل البحري
في سياق متصل، تحدث الرئيس عن أهمية إنشاء شركات في مجال النقل البحري، ودعا رجال الأعمال إلى دخول هذا القطاع الحيوي. كما أشار إلى أن الجزائر تنتج سنوياً 41 مليون طن من الإسمنت، وأكد على ضرورة تنظيم تصديره بشكل فعال.
واختتم تبون حديثه بالتأكيد على أن الجزائر قد انتقلت من مرحلة تضخيم الفواتير إلى مرحلة تقليصها، وهو ما يُعتبر مكسباً اقتصادياً يجب دعمه وتنظيمه بشكل أفضل. ودعا في هذا السياق إلى تحرير الاستثمار للخروج بالاقتصاد من أزماته إلى آفاق جديدة ومزدهرة.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 21